حلقت طائرتان أميركيتان من طراز "إف إيه-18" فوق خليج فنزويلا، الثلاثاء، في خطوة تعد الأقرب للطيران الحربي الأميركي من المجال الجوي الفنزويلي منذ إطلاق إدارة الرئيس دونالد ترامب حملة الضغط ضد كاراكاس.
وأظهرت مواقع تتبع الرحلات الجوية أن المقاتلتين بقيتا فوق الخليج، وهو مسطح مائي لا يتجاوز عرضه نحو 240 كيلومترا، لأكثر من 30 دقيقة.
طلعة تدريبية
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الطائرتين نفذتا طلعة تدريبية روتينية، موضحا أنه لا يمكنه تأكيد ما إذا كانتا مسلحتين، لكنه أكد بقاءهما طوال الوقت داخل المجال الجوي الدولي.
وشبه المسؤول الطلعة بعمليات سابقة استهدفت إظهار مدى قدرة الطائرات الأميركية على الوصول، مشددا على أن الهدف لم يكن الاستفزاز.
وكان الجيش الأميركي قد أرسل سابقا قاذفات "B-52" و"B-1" لانسر إلى المنطقة، لكنها لم تقترب من الأراضي الفنزويلية بالقدر الذي وصلت إليه مقاتلات "إف إيه-18" هذه المرة.وعندما سئل ترامب عما إذا كان يستبعد نشر قوات برية في فنزويلا، قال في مقابلة مع موقع "بوليتيكو": "لا أريد أن أستبعد أو لا. لا أتحدث عن ذلك".وأكد أنه لا يريد الخوض في تفاصيل استراتيجية عسكرية محتملة.حرب نفسية
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل أن بلاده تتعرض لـ"حرب نفسية غير مسبوقة" من جانب الولايات المتحدة، معتبرا أنها تأتي نتيجة "عدم نجاح" العقوبات الأميركية التي دعمها الاتحاد الأوروبي.وقال خلال افتتاح جمعية الشعوب من أجل السلام وسيادة أميركا: "هذه هي أول مرة منذ نحو 200 سنة نشهد فيها مثل هذه التهديدات، عندما تستخدم القوة الاقتصادية والعسكرية والإعلامية في حرب نفسية بهذا الحجم".
ودان خيل ما وصفه بـ"المحاولات الإمبريالية الأميركية" لإحياء مبدأ مونرو بهدف فرض السيطرة على القارة، محذرا من أن السياسة الأميركية تمثل "خطرا مباشرا" على فنزويلا وأميركا اللاتينية والشعوب ذات السيادة.
وأعرب وزير الخارجية الفنزويلي عن شكر بلاده للدول التي أبدت تضامنها، مؤكدا أن الشعب الفنزويلي "لا يزال يعيش بسلام رغم التهديدات الأميركية".الاقتصاد ينتعش
وفي كلمة موازية، قال الرئيس الفنزويلي إن أسواق الصين والهند وروسيا وإيران باتت مفتوحة أمام بلاده، مؤكدا توقيع اتفاقيات كبيرة مع هذه الدول.وأضاف: "نعيش معجزة حقيقية… قطاع الصناعة لدينا ينمو بنسبة 8% رغم العدوان الاقتصادي".
وأشاد بالمتظاهرين في أوسلو الذين رفعوا شعار: "لا لتلطيخ نوبل بالدماء… ولا للحرب من أجل النفط".إجراءات حاسمةبدوره، قال رئيس البرلمان الفنزويلي إن المجلس سيقدم مشروع قانون يسمح للبلاد بالانسحاب من اتفاقية روما والمحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف أن البحر الكاريبي تحوّل خلال الأشهر الأربعة الأخيرة إلى "مكان للرعب والترهيب"، مشيرا إلى مقتل أكثر من 80 شخصا بسبب "العمل العسكري الأميركي".
واتهم الولايات المتحدة بـ"تشويه السلام" عبر منح جائزة نوبل للسلام "لشخصية دعت لاجتياح فنزويلا"، قائلا إن المانحين أنفسهم "أرسلوا رسالة دعم لنتانياهو على ما فعله في غزة".(وكالات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
