شهد الين الياباني تقلبات حادة يوم الأربعاء بعد انخفاض مفاجئ خلال الليل، متأثراً بفروقات الفائدة الكبيرة بين اليابان وبقية العالم، رغم التوقعات واسعة النطاق بتشديد السياسة النقدية من قبل بنك اليابان الأسبوع المقبل. تداول الدولار بشكل مستقر نسبياً، وكانت تحركات العملات الأخرى محدودة قبل قرار السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر في وقت لاحق من اليوم، حيث يراهن المستثمرون على خفض محتمل في اجتماع يُتوقع أن يكون أحد أكثر الاجتماعات تقلباً منذ سنوات. أداء العملات أمام الدولار والين ارتفع الين 0.15% إلى 156.64 مقابل الدولار، بعد انخفاض 0.6% نحو مستوى 157 في الجلسة السابقة رغم عدم وجود محفز واضح.
وعلى صعيد اليورو، هبط الين إلى أدنى مستوى قياسي خلال الليل وبقي مقيداً قرب هذا المستوى يوم الأربعاء، في حين حافظ الدولار الأسترالي على مكاسبه البالغة 0.8% مقابل الين منذ يوم الثلاثاء. وعلق أليكس هيل، المدير التنفيذي في Electus Financial، قائلاً، «يبدو أن الين أصبح ضحية الأسواق في الوقت الحالي»، مضيفاً أن ارتفاع العوائد الأميركية طويلة الأجل والمخاوف المتعلقة بالسياسة المالية والنمو في اليابان قد ضغطت على العملة. وأشار إلى احتمالية استمرار ضعف الين مع بداية العام الجديد، خاصة مقابل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي.
ترقب اجتماع بنك اليابان من المقرر أن يجتمع بنك اليابان الأسبوع المقبل، ومن المتوقع أن يقوم برفع أسعار الفائدة، مع التركيز أيضاً على تصريحات المحافظ كازو أويدا حول مسار السياسة المستقبلية. وقد أدت توقعات المزيد من الإجراءات المالية التوسعية في اليابان إلى تعقيد النظرة المستقبلية لسياسة بنك اليابان، الذي تحافظ معدلات الفائدة فيه على مستويات منخفضة مقارنة بنظرائه في العالم؛ وفي سياق متصل، حذّر البنك المركزي الأسترالي يوم الثلاثاء من مخاطر رفع الفائدة إذا استمرت ضغوط التضخم. الترقب لقرار الفيدرالي الأميركي يركز المستثمرون على قرار الفيدرالي الأميركي المقرر لاحقاً اليوم، حيث تم تسعير خفض محتمل بمقدار 25 نقطة أساس بشكل شبه كامل. قبل صدور القرار، تداول اليورو عند 1.1628 دولار، فيما ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.06% إلى 1.3305 دولار. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية، إلى 99.20.
بالإضافة إلى قرار الفائدة، يراقب المتعاملون تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول وتوقعات مخطط النقاط لعام 2026. وقال جون فيليس، استراتيجي الاقتصاد الكلي في BNY: "مؤتمر ما بعد الاجتماع قد يكون بطاقة مفاجئة كما هي الحال دائماً"، مضيفاً أن نبرة باول في المؤتمرات الصحفية غالباً ما تختلف عن إجراءات السياسة الفعلية.
توقعات الاقتصاد الأميركي وبيانات الوظائف قام المستثمرون بتخفيف توقعاتهم بشأن خفض الفائدة في 2026 بسبب استمرار المخاوف التضخمية وتوقعات بقوة الاقتصاد الأميركي، وأظهرت بيانات يوم الثلاثاء ارتفاعاً طفيفاً في الوظائف الشاغرة خلال أكتوبر بعد زيادة كبيرة في سبتمبر. واستقر الدولار الأسترالي عند 0.6641 دولار، بعد أن ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ نحو ثلاثة أشهر في الجلسة السابقة مدفوعاً بتصريحات متشددة من محافظ البنك الاحتياطي الأسترالي ميشيل بولوك. (رويترز)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
