فرح عطيات عمان- يحتاج الأردن في ظل الضغوط البيئية المتدهورة التي يعاني منها، أساليب جديدة ومبتكرة لحماية السكان والموارد الطبيعية، ودفع عجلة التنمية المستدامة باستخدام التكنولوجيات الرقمية.
ويمكن لهذه الأدوات، تحسين الوصول إلى معلومات موثوقة، وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وربط المجتمعات المعرضة للمعاناة والمخاطر بالموارد الحيوية، مثل البيانات المتعلقة بجودة المياه والهواء، والخدمات الأساسية كالرعاية الصحية، والمياه النظيفة والمساعدات المالية، وفق خبراء في الشأن البيئي وتقنية المعلومات والاتصالات.
لذلك، فإن تسريع وتيرة الرقمنة، أمرٌ ضروري لبناء أنظمة قادرة على الصمود وشاملة للجميع وقابلة للتكيف، بخاصة أثناء الأزمات، ومن الأعاصير إلى موجات الجفاف والفيضانات، يمكن أن تحدث الأدوات الرقمية فرقاً كبيراً بين الفوضى والعمل المنظم، كما قالوا لـ"الغد".
ويشهد العالم اليوم ضغوطًا بيئية متراكمة؛ من شحّ في المياه، واختلال أنظمة الطاقة، ومخاطر متكررة من السيول وانجراف التربة، وإغلاقات الطرق.
في المقابل، لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات مساندة، بل تحوّلت إلى أحد أهم مكوّنات منظومة الحماية البيئية، وفق الخبير في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وصفي الصفدي.
فالأدوات تلك، بحسبه، تمنح القدرة على رؤية ما يجري في الميدان لحظة بلحظة، والتنبؤ بالمخاطر، والتحرك قبل أن تتحول إلى كوارث.
لافتا إلى أن توظيف إنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة، أمر مهم لبناء منظومة أكثر قدرة على حماية المياه والطاقة، والاقتصاد الأخضر والبنية التحتية.
وقدم شرحا مفصلاً عن ذلك، بأن إنترنت الأشياء يقوم على ربط أجهزة الاستشعار والعدّادات الذكية والمنظومات الميدانية بشبكات اتصال ومنصات تحليل.
إذ إن هذه الطبقة، تتيح مراقبة شبكات المياه لحظيًا، عبر عدادات ذكية، ومجسات للضغط، والتدفق، تكشف التسربات والفاقد فورًا بدل انتظار الشكاوى، أو التقارير المتأخرة.
كما يمكنها متابعة نوعية المياه في السدود والخزانات، والأنهار عبر مجسات تقيس مؤشرات الجودة، وترسل إنذارًا عند ظهور تلوث مفاجئ، مع مراقبة جسم السدود، وحركة التربة المحيطة بها، ما يساعد على اكتشاف المشكلات الهيكلية قبل تطورها لأخطار حقيقية.
وفي شبكات الصرف ومياه الأمطار، كما ذكر، تُستخدم المجسات والكاميرات الذكية لمراقبة ارتفاع المياه في غرف التفتيش والأنفاق، والنقاط المنخفضة في الطرق، ما يسمح بالتدخل المبكر، وتشغيل المضخات، أو إغلاق الأنفاق قبل تحوّل الشوارع إلى مجار للسيول.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ عند دمج بيانات إنترنت الأشياء مع نماذج ارتفاعات رقمية وصور الأقمار الصناعية وبيانات الطقس، تصبح لدينا "خريطة خطر حيّة" للمناطق المعرضة للسيول والانهيارات، تبعا له.
وأضاف الصفدي، أن مجسات رطوبة التربة وحركة الأرض، ومستوى المياه، تُستخدم في الأودية لتغذية أنظمة إنذار مبكر قادرة على التحذير من احتمالات انجراف التربة في المنحدرات، وتتوقع مسار السيول وشدتها، وإغلاق الطرق المستهدفة قبل وصولها، وتوجه فرق الطوارئ للنقاط الأكثر حساسية بدل التحرك العشوائي.
وبهذا تتحول إدارة المخاطر من رد فعل متأخر إلى إدارة استباقية مبنية على بيانات دقيقة، في حين أن الزراعة الدقيقة مثال حي على قدرة التكنولوجيا على حماية البيئة، ودعم الأمن الغذائي في الوقت نفسه، وفقاً لتأكيداته.
وبين أن تلك الخطوة، تجري عبر مستشعرات التربة والطائرات المسيّرة، والمنصات التحليلية التي يمكنها ضبط الري بحسب الاحتياج الفعلي للتربة والنبات، وتقليل الهدر في المياه، ومراقبة صحة المحاصيل من الجو، واكتشاف الأمراض والآفات في بداياتها.
وفي مجال الاقتصاد الأخضر، تسمح الرقمنة بإنشاء سلاسل توريد أكثر كفاءة وشفافية، تربط المزارع بالأسواق مباشرة، وتقلل الفاقد في مراحل النقل والتخزين، وتخلق فرص عمل جديدة في مجالات جمع البيانات، وصيانة الأنظمة، وتحليل المعلومات، بحد قوله.
وأكمل قائلاً "إن إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي يساعدان بمراقبة الشبكات الكهربائية، واكتشاف الأحمال غير الطبيعية ونقاط الهدر، والاختناق قبل أن تتحول لأعطال واسعة. كما تحسن دمج الطاقة المتجددة في الشبكة بمراقبة أداء الألواح الشمسية والتوربينات، والتنبؤ بالإنتاج في ضوء تغيرات الطقس، ورفع كفاءة المباني عبر مستشعرات الحركة والحرارة، والضوء التي تضبط التكييف والإنارة وفق الحاجة الفعلية.
وهذه المنظومة، لا تخدم فقط هدف خفض التكلفة، برأيه، بل تدعم أيضًا توجهات الاقتصاد الأخضر، بتقليل البصمة الكربونية وتحسين استخدام الموارد، وبذلك تتجاوز التكنولوجيا دور "أداة مراقبة" لتصبح جزءًا من منظومة اتخاذ القرار على مستوى المدينة أو الدولة.
وشدد على أنه عند وضع كافة أدوات التكنولوجيا الرقمية في إطار متكامل يربط المياه بالطاقة بالزراعة بالبنية التحتية، فإن الأردن ينتقل من إدارة تعتمد على رد الفعل، إلى منظومة استباقية ترى الخطر قبل وصوله،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية
