يُرجّح أن يؤثر مصير أصول شركة "وارنر براذرز ديسكفري"، مالكة أحد أكبر وأعرق استوديوهات هوليوود، على صناعة الترفيه لعقود قادمة.
في 5 ديسمبر، أعلنت الشركة أن "نتفلكس"، المنصة الرائدة عالمياً في مجال البث عبر الإنترنت، وافقت على شراء أصولها في مجال البث والاستوديوهات في صفقة قدرها 82.7 مليار دولار مع احتساب الديون. بعد ثلاثة أيام، أطلقت "باراماونت سكاي دانس" عرض استحواذ على "وارنر براذرز" بالكامل بلا موافقة أولية من الشركة، بقيمة إجمالية تبلغ 108.4 مليار دولار. وكلا العرضين يستوجب موافقة الجهات التنظيمية.
لماذا أصبحت "وارنر براذرز" معروضة للبيع؟ غيّر البث عبر الإنترنت طريقة توزيع الأفلام والبرامج التلفزيونية، ما سبّب ضغوطاً على شركات الإعلام التقليدية من خلال تقليص إيراداتها من اشتراكات الكابل والإعلانات، بالإضافة إلى مبيعات تذاكر السينما.
في ظلّ معاناتها في تطوير عروضها الإلكترونية الخاصة، قامت شركة "وارنر براذرز"، بقيادة رئيسها التنفيذي ديفيد زاسلاف، بدمج نفسها مع شركة "ديسكفري" في عام 2022، وهي شركة تُقدّم برامج واقعية وبرامج أسلوب حياة منخفضة التكلفة نسبياً.
إلا أن سعر سهم الشركة تراجع. وفي يونيو من هذا العام، أعلنت "وارنر براذرز" عن خطة لتقسيم أعمالها إلى شركتين، إحداهما تُركّز على التلفزيون الكبلي، والأخرى على البث عبر الإنترنت والاستوديوهات.
ذكر أشخاص مطّلعون على الصفقة أن زاسلاف قدّر أنه سيحصل على علاوة كبيرة مقابل أعمال البث الرقمي والاستوديوهات بمجرد فصلها عن شبكات الكابل المثقلة بالديون.
وفي الخريف، قدّمت "باراماونت" ثلاثة عروض غير مُعلنة للاستحواذ على الشركة بأكملها. سيمنح الاستحواذ "باراماونت" الموارد المُجمّعة لاستوديوهين رئيسيين -"باراماونت" و"وارنر براذرز"- وخدمتي بث مباشر رئيسيتين -"باراماونت+" و"إتش بي أو ماكس" (HBO Max) التابعة لشركة "وارنر"- وقد طرحت "وارنر براذرز" نفسها رسمياً للبيع في أكتوبر.
كيف تقارن عروض نتفلكس و باراماونت ؟ ستشتري "نتفلكس" استوديوهات هوليوود التابعة لشركة "وارنر براذرز" وأعمال البث الرقمي فقط؛ أما شبكاتها التلفزيونية، بما فيها "سي إن إن" (CNN) و"تي إن تي" (TNT) وقناة "ديسكفري"، فستُفصل قبل الاندماج. وتقدم "نتفلكس" عرضاً قدره 27.75 دولار نقداً للسهم بالإضافة إلى أسهم.
أما باراماونت، فتُقدم 30 دولاراً للسهم الواحد مقابل شركة "وارنر براذرز" بأكملها.
إذا قبلت "وارنر براذرز" عرضاً آخر غير عرض "نتفلكس"، فسيتعين عليها أن تدفع 2.8 مليار لها، وفقاً لاتفاقهما. ستمثل رسوم فسخ الصفقة المرتفعة هذه تكلفة إضافية على باراماونت في سعيها للاستحواذ على الشركة.
ما هي القضايا التنظيمية التي يثيرها بيع "وارنر براذرز"؟ ستخضع أي عملية بيع لتدقيق الجهات التنظيمية في عدة ولايات قضائية، بما في ذلك وزارة العدل الأميركية والاتحاد الأوروبي، لمدة عام أو أكثر قبل إتمامها. أثار اتفاق "نتفلكس" و"وارنر براذرز" انتقادات من سياسيين جمهوريين وديمقراطيين في الولايات المتحدة، بحجة أنه سيُنشئ كياناً عملاقاً يتمتع بسيطرة كبيرة على سوق البث الرقمي.
ستؤدي هذه الصفقة إلى دمج اثنتين من أكبر خدمات البث المباشر في العالم، واثنتين من أكبر شركات إنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن "الحصة السوقية الكبيرة" للكيانين المندمجين "قد تُشكل مشكلة". وأكد ترمب أنه سيُشارك شخصياً في مراجعة الصفقة.
يرتبط الرئيس بعلاقات طويلة الأمد مع لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة "أوراكل"، وديفيد هو الرئيس التنفيذي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg
