الغرب ينقسم وأوكرانيا تدفع الثمن.. هل انتصر بوتين سياسيا؟

رغم الخسائر البشرية الهائلة التي تكبّدها الجيش الروسي خلال 4 أعوام من الحرب في أوكرانيا، ورغم التقدم المحدود على الجبهات، يظهر فلاديمير بوتين اليوم أكثر ثقة وارتياحا، بحسب قترير لمجلة "فورين أفيرز". وبينما ترى عواصم غربية كثيرة أن موسكو غارقة في مستنقع لن تخرج منه منتصرة، يتمكّن بوتين من تسجيل اختراق إستراتيجي مهم: تفكيك وحدة الغرب وإحداث شرخ عميق داخل المعسكر الأطلسي حسب تقرير لـ "فورين بوليسي".فقد كشفت الأسابيع الأخيرة انهيارا واضحا في الموقف الغربي مع تعثّر مفاوضات السلام التي نسّقتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتحولها إلى تبادل للاتهامات بين واشنطن وعواصم أوروبا. انقسام غربيويصف ترامب أوروبا بأنها "ضعيفة ومتداعية" ويطالب كييف بالتخلي عن أجزاء من دونباس، كما تذهب إستراتيجية الأمن القومي الجديدة إلى ما هو أبعد: الحديث عن "فقدان أوروبا هويتها الغربية" والدعوة إلى "استعادة الاستقرار الإستراتيجي مع روسيا".وفي المقابل، تبقى الجبهة الداخلية الروسية متماسكة؛ إذ تشير استطلاعات الرأي إلى تأييد يتراوح بين 70 و80% للحرب، رغم الغموض حول أهدافها. ويرجع خبراء هذا التماسك إلى سردية تاريخية متجذرة في روسيا تعتبر أوكرانيا جزءا من الهوية الروسية، وإلى اعتماد الكرملين على متطوعين ومرتزقة يخففون من وقع الخسائر على المجتمع.ورغم العقوبات الغربية وتراجع الاقتصاد، تمكنت موسكو من الالتفاف على القيود عبر أسواق بديلة مع الصين والهند، واستمرت في عقد اتفاقات إستراتيجية جديدة، كان آخرها خلال زيارة بوتين للهند. ويرى محللون أن الوضع الاقتصادي الروسي "متدهور لكنه لا يرقى إلى مستوى الأزمة".تحوّل إستراتيجي أميركيأما أوروبا فتشعر بحسب التقرير بخيبة أمل متزايدة من واشنطن.وبعد تذبذب مواقف ترامب تجاه أوكرانيا واقتراحه خطة يُنظر إليها كمنح امتيازات لروسيا، بدأت دول أوروبية خصوصاً ألمانيا، التحرك بشكل مستقل، سواء عبر مشروع قرض التعويضات من الأصول الروسية المجمدة أو عبر تعزيز قدراتها العسكرية بشكل غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.كذلك يعكس صعود اليمين القومي في أوروبا، بدعم ضمني من ترامب وبوتين، مسارا جديدا يهدد مفهوم "الغرب المتماسك" الذي تشكّل منذ القرن 19 وتعزز خلال الحرب الباردة.وتشير الوثيقة الإستراتيجية الأميركية الجديدة إلى تخلي واشنطن عن ركيزة النظام الدولي الليبرالي الذي قادته منذ 1945، وتركيزها على الهيمنة في نصف الكرة الغربي فقط، مع الابتعاد عن "فرض الديمقراطية" أو تحمل أعباء الأمن العالمي. هذا التراجع الجيوسياسي يصبّ مباشرة في مصلحة الكرملين، كما قال المتحدث الروسي دميتري بيسكوف "إنها تغييرات تتماشى إلى حدّ كبير مع رؤيتنا".ومع انقسام الغرب داخليا، وتذبذب السياسة الأميركية، وصعود الحركات الشعبوية القومية، وتماسك الداخل الروسي، يرى مراقبون أن بوتين حقق هدفه الأكبر: إضعاف الغرب وتقويض تماسكه، حتى لو لم ينتصر عسكريا في أوكرانيا.وبذلك، فإن كثيرا من المؤشرات حسب تقرير فورين بوليسي، توحي بأن بوتين ربح بالفعل المعركة الأوسع: معركة كسر الغرب ككتلة متجانسة.(ترجمات)۔


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 5 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة
قناة العربية منذ 17 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 8 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 7 ساعات
قناة العربية منذ 15 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة العربية منذ 3 ساعات