حاتم الطائي يكتب: نجحت الصين وفشلت أمريكا عاجل

◄ الصين تحقق لأول مرة فائضًا تجاريًا يتخطى تريليون دولار

◄ تحويل الأزمات إلى فرص يعكس نهجًا اقتصاديًا متوازنًا

◄ العولمة والانفتاح والمصالح المتبادلة.. مثلث التفوق الاقتصادي في عالم اليوم

الصعود الصيني الكبير خلال العقدين الماضيين لم يتحقق صدفةً أو نتيجة لظروف دولية مُتداخلة، وإنما كُتب بجُهد وعبقرية الإرادة الصينية، التي تستمد طاقتها الكامنة من جذورها الضاربة في أعماق الحضارة الإنسانية؛ فالصينيون انطلقوا في مسيرة تطورهم على ما يملكونه من موارد غنية وعقول لامعة، وانتهجوا فلسفةً تتسم بالحكمة والهدوء والانفتاح على الآخر، مع الاحتفاظ بهويتهم الأصيلة كأحد أقدم الشعوب في الأرض.

أقولُ ذلك، وقد تابعت باهتمام شديد ما كشفت عنه الأرقام الرسمية؛ حيث تجاوز الفائض التجاري للصين تريليون دولار لأول مرة، وهو الأمر الذي عزاه المحللون والخبراء إلى اتجاه المُصنِّعين الساعين لتفادي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى شحن مزيد من صادراتهم إلى أسواق غير أمريكية، ما أسهم في تسجيل قفزة كبيرة في الصادرات الصينية إلى أوروبا وأستراليا وجنوب شرق آسيا.

هنا نستطيع أن نكتشف ملمحًا رئيسًا من ملامح النمو الصيني، والمُتمثِّل في تحويل التحديات إلى فرصٍ، فعندما عاد ترامب إلى البيت الأبيض مجددًا في 2024، سارع بشن حرب تجارية على الصين، تحت مزاعم "التدابير الحمائية"، وتمثَّلت في فرض رسوم جمركية وصلت في بعض محطاتها إلى أكثر من 155%، ما يعني استحالة التصدير تقريبًا. في المُقابل، تعاطت الصين مع الأزمة برؤية نِديّة، وفي كل مرة اتخذ فيها ترامب قرارًا برفع الرسوم الجمركية، أعلنت بكين عن قرار مُماثل، ردًا على القرار الأمريكي. لكن على عكس التفكير الأمريكي العقيم والمحدود، سعت الصين إلى البدائل فورًا، وبدأت في تغيير بوصلة صادراتها، واتجهت بقوة إلى الأسواق الأوروبية والأسترالية، وكذلك الآسيوية والعربية.

الموقف الصيني الشُجاع الذي واجه الأزمة بحلول غير تقليدية، انعكس على الأداء الاقتصادي؛ إذ لم تتأثر المصانع الصينية جرّاء الحرب التجارية الأمريكية؛ بل على العكس سجّلت نموًا في الإنتاج والصادرات، فقد كشفت بيانات جمركية أنَّ الصادرات الصينية نمت بمقدار 5.9% على أساس سنوي في نوفمبر، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى نموها بمقدار 3.8% فقط! هذا التحول اللافت يؤكد أن القرارات الأمريكية لم تكن أبدًا قائمة على أُسس اقتصادية، وإنما استندت إلى رغبات وأهواء رئيس نرجسي ينظر إلى القضايا بنظرة شخصية، تعتمد على رؤيته الذاتية للأمر، وليس على رأي مؤسسات الدولة، وهو ما تجّلى بوضوح في عديد القضايا الأخرى، سواء في العلاقات مع أوروبا أو قضايا الشرق الأوسط، أو حتى في الأزمة التي تتفاقم حاليًا مع فنزويلا، والتي لا أساس منطقيًا لها سوى شخصنة القضية بسبب مواقف الزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو، المناهضة للاستعمار والإمبريالية في صورتها الأمريكية.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرؤية العمانية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الرؤية العمانية

منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
صحيفة الرؤية العمانية منذ 9 ساعات
صحيفة الرؤية العمانية منذ 14 ساعة
صحيفة الرؤية العمانية منذ 12 ساعة
وكالة الأنباء العمانية منذ 19 ساعة
صحيفة الرؤية العمانية منذ 23 ساعة
صحيفة الرؤية العمانية منذ 14 ساعة
صحيفة الرؤية العمانية منذ 13 ساعة
صحيفة الرؤية العمانية منذ 14 ساعة