أدنوك تطلق "مجموعة بروج الدولية" عملاقاً عالمياً للكيماويات.. . للمزيد

في وقت يواجه فيه قطاع الكيماويات والبلاستيك العالمي ضغوطاً مزدوجة بين تباطؤ الطلب وتقلبات الأسواق، تتجه شركات الطاقة الكبرى في الشرق الأوسط إلى تعميق حضورها الصناعي عبر الاندماج والاستحواذ، في محاولة لانتزاع موقع متقدم في سلاسل القيمة الأعلى ربحية. وفي هذا السياق، برزت شركة بترول أبوظبي الوطنية «

أدنوك » كلاعب محوري، بعد سلسلة تحركات استراتيجية وضعتها في قلب إعادة هيكلة القطاع عالمياً، وهو ما دفع مجموعة ICIS، في سبتمبر أيلول 2025، إلى اختيار رئيسها التنفيذي الدكتور سلطان أحمد الجابر «أفضل رئيس تنفيذي في قطاع الكيماويات لعام 2025»، التي يُختار الفائز فيها عبر تصويت.

اندماج «بروج».. ولادة كيان عالمي جديد تتمثل أبرز هذه التحركات في الاندماج المخطط بين شركات بروج وبورياليس ونوفا للكيماويات، لتأسيس «مجموعة بروج الدولية»، وهي صفقة يُتوقع أن تنتج كياناً بقيمة سوقية تقارب 60 مليار دولار، ويصنف ضمن أكبر منتجي البولي أوليفينات في العالم.

وبموجب الهيكل المقترح، ستخضع المجموعة لإدارة مشتركة بين أدنوك وشركة «أو إم في» النمساوية بحصة متساوية تقريباً تبلغ 46.94% لكل طرف، مع توقع إتمام الصفقة خلال الربع الأول من 2026.

وتشير بيانات ICIS إلى أن الطاقة الإنتاجية المجمعة للكيان الجديد ستصل إلى 13.1 مليون طن سنوياً من البولي أوليفينات، ما يضعه في المرتبة الرابعة عالمياً بعد «سينوبك» و«بتروتشاينا» و«إكسون موبيل».

المنطق الاقتصادي خلف الاندماج اقتصادياً، يعكس هذا الاندماج توجهاً واضحاً نحو زيادة القدرة الإنتاجية والحصة السوقية وخفض التكاليف وتحقيق وفورات تشغيلية في قطاع يشهد منافسة عالمية متزايدة، لا سيما في آسيا وأوروبا.

وتستهدف المجموعة الجديدة تحقيق وفورات سنوية تقدر بنحو 500 مليون دولار عبر التكامل التشغيلي والتجاري، وتحسين الوصول إلى الأسواق وتسريع الابتكار وتوسيع استخدام التقنيات المتقدمة.

«كوفيسترو».. توسع نوعي في البولي يوريثان بالتوازي، حصلت ذراع الاستثمار الدولي لـ«أدنوك» XRG في نوفمبر على الموافقات التنظيمية الكاملة للاستحواذ على شركة «

كوفيسترو » الألمانية، المتخصصة في البولي يوريثان والكيماويات المتقدمة.

وينظر إلى الصفقة على أنها خطوة تكمل استراتيجية التنويع الصناعي، عبر الانتقال من البوليمرات التقليدية إلى منتجات ذات هوامش أعلى وتطبيقات صناعية أوسع، خصوصاً في قطاعات البناء والإلكترونيات والنقل.

الذكاء الاصطناعي كأداة تنافسية إلى جانب الصفقات، تراهن «أدنوك» على الذكاء الاصطناعي كعامل حاسم في رفع الكفاءة التشغيلية.

وتستخدم الشركة، وفق تصريحات مسؤوليها، أكثر من 200 تطبيق وأداة ذكاء اصطناعي عبر سلسلة القيمة، من الاستكشاف إلى التداول، بهدف خفض التكاليف وتقليص فترات التوقف وتحسين دقة التوقعات الإنتاجية.

ويرى محللون أن هذا التوجه يمنح الشركة ميزة تنافسية في قطاع يتجه سريعاً نحو الأتمتة والتحول الرقمي، في ظل ضغوط بيئية وتنظيمية متزايدة.

الشرق الأوسط يعيد تموضعه صناعياً تعكس تحركات «أدنوك» توجهاً أوسع لدى شركات الطاقة في المنطقة، التي تسعى إلى تعظيم القيمة من الموارد الهيدروكربونية عبر التوسع في الكيماويات والبلاستيك، بدل الاكتفاء بتصدير الخام.

ومع استمرار الطلب العالمي على منتجات البتروكيماويات، وتزايد استخدامها في قطاعات متعددة، تتحول هذه الاستثمارات إلى أداة تحوط استراتيجي ضد تقلبات أسواق الطاقة التقليدية.

ووفق تقديرات قدمها الدكتور سلطان الجابر خلال «أديبك 2025»، يحتاج قطاع الطاقة عالمياً إلى استثمارات سنوية تقارب 4 تريليونات دولار في شبكات الكهرباء ومراكز البيانات والبنية التحتية، في ظل نمو متواصل للطلب على مختلف أشكال الطاقة والمواد المرتبطة بها.

وفي هذا الإطار، تبدو استراتيجية «أدنوك» قائمة على توسيع الحضور العالمي ورفع الكفاءة وتعميق التكامل الصناعي، في محاولة لاحتلال موقع متقدم في مشهد كيماويات عالمي يتجه نحو مزيد من التركز والتنافسية.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ 5 ساعات
منصة CNN الاقتصادية منذ 12 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 8 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 4 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 12 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 8 ساعات