في عز تلك الأيام الجميلة لنا، والخوالي عليهم في دول الكتلة الشرقية، قررت مرة الذهاب من فيينا إلى بودابست براً، ومن ثم عواصم أخرى في أوروبا الشرقية مثل وارسو وبوخارست، كانت رحلة جميلة بكل المقاييس بدءاً من المناظر الخلابة التي تلتصق بنافذة الحافلة طوال الطريق الذي يتبع نهر الدانوب الأزرق، والذي خلده الموسيقار «يوهان شترواس» في واحدة من روائعه الموسيقية، وصلنا بودابست مع صديقي وصرفنا 300 دولار، وهو الحد المسموح لنا بصرفه عند الحدود في تلك الأيام، وبقينا ثلاثة أيام نحاول أن نصرف ذلك المبلغ البسيط، لكنه لم يخلص أبداً حتى أنه اضطررنا مرة أن نفطر على سمك، ونتغدى على سمك، واشترينا أشياء تذكارية، وقمنا برحلات داخلية، وبقي منها مائة وعشرون دولاراً!
تعجبنا من أمر الدولار، وما يفعل من صنيع في مثل هذه البلدان، وإن مسك مواطن منهم، وفي يده تلك العملة الخضراء، الصعبة، فالتهمة واضحة، وجاهزة، الاتجار في السوق السوداء، ومعناه اللعب مع الحكومة، والتخابر مع جهة أجنبية، وكلاهما يضر بالوطن، والعقوبة إما سجن مؤبد وأشغال شاقة لا تنتهي أو حز الرقبة!
وحين ذهبنا للتسوق في المجمعات التجارية الحكومية، والتي ما زال فيها المحاسب يحسب بطريقة بدائية على آلة من الخرز أو الخشب، مثلما يفعل أي «مخزنجي»، موكلة له مهمة التصرف بالغلال، وجدنا أن بدلة الرجل لا تزيد على 20 دولاراً، وبطريقة المحاسبة العجوز ثلاث ضربات من الخرز الفوقية، ناقص واحدة من السفلية، وتقول لك رقماً لا تعرفه هو لصالحك بالتأكيد، ولا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
