سأل الناقد الأميركي «تاكر كارلسون» الرئيسَ دونالد ترامب عام 2018: «لماذا يجب أن يذهب ابني إلى الجبل الأسود للدفاع عنها ضد أي هجوم؟»، فكانت إجابة ترامب العفوية أن شعب الجبل الأسود، الذي انضم إلى حلف شمال الأطلسي في العام السابق، شعب «عدواني للغاية» قادر على إشعال حرب عالمية ثالثة!
كان كارلسون يشير إلى المادة الخامسة من ميثاق حلف «الناتو»، والتي تنص على أن أي هجوم على عضو واحد يُعد هجوماً على جميع الأعضاء. لذا، فكّر في الأمر: هل تُرسل أحدَ أحبائك ليُخاطر بحياته إذا غزا مُعتدٍ دولةً صغيرة لا تُساهم إلا بحوالي 2400 جندي في القوات المشتركة للحلف؟ والسؤال الأهم من ذلك حالياً هو: هل كان الحلف مُصيباً في توسيع عضويته لتشمل دولاً من العالم الشيوعي السابق، وصولاً إلى حدود روسيا، في السنوات التي تلت نهاية الحرب الباردة؟
طرحت نسخة من هذه الأسئلة على الأمين العام السابق للناتو، ينس ستولتنبرج، الذي نشر مذكراته بعنوان «في عهدي»، وهي مذكراتٌ توثّق عقداً من الزمن قضاه في منصبه، وشملت دخول القوات الروسية إلى شبه جزيرة القرم وضمها في عام 2014، ثم اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022.
عندما طرحتُ عليه أطروحة الجانب الروسي القائلة بأن جهود «الناتو» الرامية إلى «تفكيك روسيا» هي التي أجبرت الأخيرة على إعلان الحرب، فكان رد ستولتنبرج بالرفض التام لهذه الأطروحة. وقال: «لكل دولة في أوروبا الحق في اختيار ترتيباتها الأمنية الخاصة. إن فكرة أن تقرر موسكو ما يمكن لجيرانها فعله فكرة خطيرة».
أما بخصوص ادعاء روسيا بأن الغرب يحاول محاصرتها، فقد أوضح ستولتنبرج أن هذه لم تكن مبادرة الغرب: فدول الكتلة السوفييتية السابقة كانت «تسعى جاهدةً للانضمام إلى حلف الناتو»، وقد عارض بشدة فكرة أن السماح لها بذلك يُعد «استفزازاً أو تهديداً» لموسكو.
الآن، وبعد مرور أزيد من ثلاث سنوات على أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أعتقد أنه من المهم إعادة النظر في جدوى توسع حلف الناتو، ليس فقط من حيث كونه يمثل استفزازاً لروسيا، لكن أيضاً من حيث كونه ضار بسلامة الحلف نفسه. دعونا نعود إلى منتصف التسعينيات، عندما كنت أراجع عشرات المقالات غير المطلوبة التي كانت تُرسل على أمل ضئيل في النشر في صحيفة «نيويورك تايمز». كان ذلك في بدايات عصر البريد الإلكتروني، لذا كانت معظم المسودات تصل عبر الفاكس، وقليل منها حتى عبر ما نسميه الآن البريد التقليدي.
وأثناء فرزي للرسائل لاحظتُ ظرفاً مكتوباً بآلة كاتبة يدوية، يحمل ختم بريد برينستون في نيوجيرسي. كان المقال يقدم حجةً شديدةَ الوضوح والشمولية والإقناع ضد توسيع الناتو داخل الكتلة السوفييتية السابقة. تكمن المفاجأة، بطبيعة الحال، في التوقيع: جورج ف. كينان. وهو نفسه كاتب أهم برقية دبلوماسية في تاريخ الولايات المتحدة، وصاحب استراتيجية «الاحتواء» خلال الحرب الباردة، وقد ألقى قنبلةً فكريةً في وجه المؤسسة السياسية.
نُشر المقال في 5 فبراير 1997 بعنوان «خطأ فادح»، وقد حذّر فيه كينان من أن توسيع الناتو شرقاً سيكون بالفعل «أكبر خطأ في السياسة الأميركية خلال حقبة ما بعد الحرب الباردة»، وأن الروس «سيرون مكانتَهم (التي طالما كانت في صدارة اهتماماتهم) ومصالحهم الأمنية قد تأثرت.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
