اقتراح جديد يعيد إحياء خطة غزة.. هل اقترب التطبيق؟

خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لغزة، والتي تتضمن 20 نقطة رئيسية، ما زالت تواجه تحديات كبيرة في تحويل الأفكار على الورق إلى خطوات عملية، لكن بعض المؤشرات الأخيرة قد تدل على تغير هذا الوضع، بحسب تحقيق

لصحيفة

تتضمن خطة ترامب إقامة عدة هيئات دولية مدعومة من المجتمع الدولي، تهدف إلى توفير شروط السلام المستدام في غزة، بدءًا من استقرار الأمن في القطاع الممزق بالحرب، وصولًا إلى وضع أسس إدارة مستقبليّة للقطاع دون سيطرة حركة حماس.

رغم مرور شهرين على وقف إطلاق النار الأخير، لم تتحقق أي من هذه الخطط بعد.

فتشكيل قوة دولية في غزة واجه عقبات بسبب المخاوف من احتمال انخراط القوات الأجنبية مباشرة في القتال مع حماس، كما بقيت تفاصيل تشكيل الحكومة الانتقالية المقترحة غامضة.

وتفترض الخطة أن تكون هذه العناصر جزءًا من المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر.

مع تباطؤ تنفيذ الخطة، استغلت حماس الفراغ الأمني في غزة لتعزيز وجودها يوما بعد يوم، وفقًا لمحللين. ومع أن وقف إطلاق النار وفر بعض الهدوء، إلا أن العنف لم يتوقف، ففي يوم السبت أعلنت إسرائيل اغتيال قائد بارز في الجناح العسكري لحماس، رائد سعد، ما زاد من هشاشة الهدنة.

تدعو خطة ترامب إلى نشر قوة دولية تساعد في استقرار غزة وتدريب الشرطة الفلسطينية. لكن لم تتضح حتى الآن طبيعة عمل هذه القوة بشكل دقيق، وهو ما أخر تشكيلها.

بعض المسؤولين في إدارة ترامب، بما في ذلك نائب الرئيس جي. دي. فانس، أشاروا إلى أنهم يأملون أن تقود هذه القوة جهود نزع سلاح حماس.

وفي نوفمبر، أقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا بقيادة أميركية يمنح القوة الدولية تفويضًا دوليًا لضمان "عملية نزع السلاح في قطاع غزة".

لكن القرار الأممي لم يوضح كيفية تنفيذ هذه العملية، ما أتاح احتمالية تفسير النص على أنه قد يتضمن مواجهة مع حماس.

حتى الآن، لم يعلن أي بلد رسميًا التزامه بإرسال قوات إلى غزة، رغم أن أذربيجان وإندونيسيا ذُكرتا كمرشحتين محتملتين للمشاركة. وفق مسؤول أذربيجاني، فإن إرسال الجنود مستحيل إذا كان من المقرر أن يشاركوا في القتال مع حماس.

وأوضحت دول أخرى أن قواتها ستكون موجودة فقط للحفاظ على وقف إطلاق النار، ورفضت اقتراحات المشاركة في مصادرة أسلحة من مقاتلي حماس.

وفي مؤتمر عقد الأسبوع الماضي في الدوحة، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن القوة الدولية لا يجب أن يُتوقع منها أداء دور الجيش الإسرائيلي.

واقترحت تركيا المشاركة، إلا أن إسرائيل رفضت ذلك بشدة، مشيرة إلى موقف تركيا المعادي تجاهها.

رغم العقبات.. اقتراح جديد يعيد إحياء الخطة

على الرغم من العقبات، يبدو أن جهود تشكيل القوة الدولية اكتسبت زخماً في الأيام الأخيرة. من المقرر أن تعقد القوات الأميركية اجتماعين خلال الأسابيع المقبلة، أحدهما في الدوحة الثلاثاء المقبل مع جنرال برتبة نجمتين، والآخر الشهر القادم مع جنرال برتبة أربع نجوم، بحسب ثلاثة مسؤولين غربيين.

كما ظهرت تفاصيل أكبر حول مهام القوة في غزة.

وقدمت القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، التي تساعد في تطوير خطط القوة، مؤخرًا اقتراحا لمسؤولين عسكريين من عشرات الدول.

تضمن الاقتراح أن القوات ستنتشر في مناطق من غزة حالياً تحت سيطرة إسرائيل، مع فريق مخصص لتدريب أكثر من ٤ آلاف ضابط شرطة فلسطيني.

ووفق الاقتراح، ستبدأ عملية الانتشار بالقرب من مدينة رفح الجنوبية، مما يمهد الطريق لمزيد من الانسحاب العسكري الإسرائيلي.

ويخطط العرض لنشر ٨ آلاف جندي، يقول إن بعضهم سيعمل على "تأمين المناطق والمسارات والمواقع الثابتة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية ومنع أي تعطيل".

كما يشير الاقتراح إلى أن القوة ستعمل على "تهيئة الظروف لنزع سلاح حماس" دون توضيح كيفية التنفيذ.

ورغم معارضة حماس التقليدية لأي قوة دولية، قال حسام بدران، مسؤول كبير في حماس، في مقابلة الأسبوع الماضي، إن الحركة قد تكون أكثر انفتاحًا على فكرة وجود قوات دولية لمراقبة الهدنة، بشرط ألا تشارك في نزع السلاح.

أما إسرائيل، فبدت متشككة في قدرة القوة على نزع سلاح حماس. وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأحد الماضي أن نزع السلاح سيحدث، مشيرًا إلى إمكانية اللجوء للتدخل العسكري إذا لزم الأمر: "يمكن أن يتم بالطريقة السهلة، ويمكن أن يتم بالطريقة الصعبة. لكن في النهاية، سيتم تنفيذه".

جزء آخر رئيس من خطة ترامب ينص على أن يتم إدارة غزة مؤقتًا بواسطة "لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية" تحت إشراف ما يسمى بـ"مجلس السلام"، الذي يرأسه ترامب ويضم عدة رؤساء دول وفق الخطة.

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح من سيكون ضمن هذا المجلس أو اللجنة الفلسطينية، وكيف سيشكلون مستقبل الحكم في غزة بعد الحرب.

وكان من المقرر أن تعلن إدارة ترامب عن مجلس السلام قبل موسم الأعياد، لكن دبلوماسيين غربيين أفادوا أن الإعلان سيؤجل على الأرجح إلى أوائل 2026.

كما كان من المتوقع أن يشارك في لجنة تنفيذية عدد من كبار المسؤولين الأميركيين والأوروبيين الحاليين والسابقين، من بينهم مستشارو ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.

شخصية جديدة.. خبر جيد للفلسطينيين

ويُدرس أيضًا إشراك نيكولاي ملادينوف، المبعوث السابق للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، في دور قد يكون بمثابة حلقة وصل مع اللجنة الفلسطينية. الأسبوع الماضي، التقى ملادينوف بأرييه لايتستون، مسؤول كبير في إدارة ترامب يشارك في تطوير خطط مستقبل غزة، بحسب ثلاثة دبلوماسيين غربيين.

وقال محيمر أبو سعدة، محلل سياسي فلسطيني من غزة ويقيم الآن في القاهرة، إن ملادينوف كان وسيطًا فعالًا بين إسرائيل وحماس خلال فترة عمله كمبعوث أممي، مضيفًا: "ملادينوف خبر جيد للفلسطينيين".


هذا المحتوى مقدم من Blinx - بلينكس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من Blinx - بلينكس

منذ ساعة
منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 10 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 13 ساعة
أخبار الأمم المتحدة منذ 17 ساعة
قناة العربية منذ 11 ساعة
قناة العربية منذ ساعتين