«أم الأثل».. مدينة رومانية تكشف أسرار الماضى فى قلب الفيوم

تكشف مدينة باخياس المعروفة بين أهالى الفيوم باسم «أم الأثل» عن فصل مهم من التاريخ المصرى فى عصور ما قبل الميلاد والعصرين اليونانى والرومانى، إذ تقف أطلالها شمال شرق مركز طامية بنحو ٩ كيلومترات شاهدة على ازدهار حضارى امتد لقرون كاملة وقد حملت المدينة فى أصلها اسمًا يونانيًا مشتقًا من الإله باخوس قبل أن ترتبط فى العصر الحديث بكثافة أشجار الأثل التى تنتشر فى الموقع وتمنحه مظهرًا فريدًا يميز طبيعته.

قال سيد عوض شعيب مفتش اثار بالفيوم: «تتمتع المدينة بموقع جغرافى متفرد منحها حصانة طبيعية استثنائية جعلت الدخول إليها لا يتم إلا من الجهة الجنوبية وهو ما منحها دورًا دفاعيًا مهمًا خلال الحقبة الهيلينستية ثم الرومانية، وفى ظل هذا التحصين الطبيعى ازدهرت المدينة كمركز حضارى يقوم على إدارة حكيمة وتنظيم عمرانى متقدم وعمارة مميزة ربطت الطراز المصرى القديم بالطابع الإغريقى والرومانى».

وأشار إلى أن باخياس كانت تشكل جزءًا من مثلث حضارى شهير يضم كرانيس وفلادلفيا وهى مدن تعرف حاليًا بكوم أوشيم وجرزة فى طامية، وكان هذا المثلث بمثابة مركز ثقافى واقتصادى مزدهر يقارن به علماء الآثار اليوم بما كان يطلق عليه الإنجليز مثلث لندن وكامبردج وأكسفورد لما كان يجمعه من ملامح حضارية متنوعة، وتبلغ مساحة المدينة القديمة ما يقرب من مائة واثنى فدان ويقف المعبد فى مركزها كقلب نابض بالحياة الدينية والمدنية وكان مخصصًا للرب المصرى سوبك إله التمساح على طراز هيلينستى رومانى، وقد اشتهر المعبد ببحيرته المقدسة التى كانت تعيش فيها التماسيح المقدسة والتى جذبت آلاف الزوار إلى الفيوم فى تلك العصور ومن حول المعبد تشابكت المنازل كعناقيد العنب فى صورة تعكس ترابط النسيج العمرانى وتطور أسلوب البناء الذى راعى اختلاف الطبقات الاجتماعية فأقيمت منازل الفقراء فى الجنوب الشرقى بينما شيدت مساكن الأغنياء فى الشمال الغربى.

وأكد أن الدراسات الأثرية تشير إلى أن عدد المنازل فى المدينة تراوح بين سبعمائة وثمانمائة منزل كان يسكنها ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف نسمة، وخدم هذه الكتلة السكانية تنظيم عمرانى كامل يحوى أربعة شوارع رئيسية أحدها يؤدى إلى السوق الذى كان يستخدم كذلك لإقامة الاحتفالات العامة.

وكانت المدينة محاطة بسور خارجى وبجوارها منطقة حرفية تضمنت الحوانيت والمسارج وأماكن الغزل إلى جانب مزرعة لتربية الخنازير فى إشارة إلى التنوع الاقتصادى الذى ميز المدينة. أما المقبرة فكانت تقع شمال المدينة وتنوعت بها الأشكال المعمارية ما بين المقابر الأسطوانية والجدران المصاطب بما يعكس اختلاف الطقوس والمكانة الاجتماعية للمدفونين.

ويوضح سيد الشورة، خبير الآثار ووكيل وزارة آثار الفيوم الأسبق، أن باخياس ليست مجرد موقع أثرى مهمل بل هى سجل مفتوح لفهم حياة المصريين فى الحقبة اليونانية الرومانية حيث تتجاور الثقافة المصرية المتمثلة فى عبادة سوبك مع الطابع اليونانى الإدارى والتنظيمى، وقد لعب موقع المدينة على طريق القوافل الرابط بين أرسينوى كيمان فارس وممفيس ميت رهينة دورًا مهمًا فى ازدهارها التجارى إذ كانت محطة رئيسية لتبادل السلع وكانت تمتلك.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة المصري اليوم

منذ 4 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
قناة العربية - مصر منذ 34 دقيقة
موقع صدى البلد منذ 6 ساعات
بوابة أخبار اليوم منذ 5 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 4 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 22 دقيقة
صحيفة اليوم السابع منذ 5 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 22 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 14 ساعة