طرح التراجع الكبير الذي شهدته أسهم مجموعة الضحى ، مؤخرا، أسئلة أعمق حول طبيعة النموذج العقاري الذي بنته الشركة على مدى ثلاثة عقود، والذي مثل بالنسبة لكثيرين رمزا لربح سريع تحقق على حساب القدرة الشرائية للمغاربة، خصوصا في مجال السكن الاقتصادي.
وخسر أنس الصفريوي، أكبر مساهم في المجموعة، حوالي 134.9 مليون دولار، نتيجة تراجع حصته البالغة 64.78 % من أسهم الشركة، وبذلك، فقد تراجع سهم الضحى بأزيد من 16 % في أقل من شهر، مما أعاد الشركة إلى قيمة سوقية تقل عن 1.6 مليار دولار، بعد أن كان سهمها مرتفعا خلال فترة انتعاش سابقة.
ويكشف هذا الانهيار السريع هشاشة قطاع بأكمله، ويطرح تساؤلات حول مدى استدامة نموذج السكن الاقتصادي كما طبق في المغرب، حيث اعتبرت الضحى على مدى سنين كمنقذ لأزمة السكن، وذلك عبر بنائها للعديد من المشاريع بمختلف المدن، لكن واقع هذه المشاريع أثار كثيرا من الجدل، وبأثمنة مرتفعة مقارنة بتكلفة الأرض التي غالبا ما كانت تقتنى بأثمان زهيدة أو تمنح في إطار تشجيع السكن الاقتصادي، ومساحات ضيقة وجودة مشكوك فيها كانت موضوع شكايات عديدة من المواطنين، ناهيك عن أحياء مكتظة تفتقر في كثير من الأحيان للمرافق الأساسية.
في ذات السياق، وبعد اهتزاز أسهم الضحى بهذا الشكل، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد مراجعة أعمق للعقار الاقتصادي في المغرب.
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الأسبوع الصحفي

