أظهرت دراسة حديثة أن مرض السرطان لا يهاجم خلايا الجسم فقط، بل يمتد تأثيره إلى الدماغ، إذ يعطل الإيقاع اليومي الطبيعي الذي ينظم هرمونات التوتر والمناعة، في اكتشاف يفتح آفاقاً جديدة لدعم علاج السرطان دون أدوية إضافية.
وأفادت الدراسة التي أجراها باحثون بمختبر كولد سبرينج هاربور في الولايات المتحدة، بأن سرطان الثدي يتسبب في إحداث خلل مبكر في الساعة البيولوجية للدماغ، ما يؤدي إلى تسطيح التذبذب الطبيعي لهرمونات التوتر بين الليل والنهار، وهو اضطراب يرتبط بتراجع جودة الحياة وارتفاع معدلات الوفاة بين المرضى.
وقال المؤلف المشرف على الدراسة، جيريمي بورنيجر، الأستاذ المساعد في المختبر، إن الدماغ يعد جهاز استشعار بالغ الدقة لما يحدث داخل الجسم، لكنه يعتمد على التوازن الزمني الدقيق لنشاط الخلايا العصبية.
وأوضح أن الخلايا العصبية يجب أن تكون نشطة أو خاملة في أوقات محددة، وأي خلل طفيف في هذا الإيقاع ربما يؤدي إلى تغير واسع في وظائف الدماغ، وهو ما رصده الباحثون بوضوح في نماذج فئران مصابة بسرطان الثدي.
ركز الباحثون على هرمون "كورتيكوستيرون" وهو هرمون التوتر الرئيسي لدى القوارض، ويقابل هرمون "كورتيزول" لدى البشر، إذ يرتفع هذا الهرمون وينخفض في الظروف الطبيعية، وفق نمط يومي منتظم، ويساعد الجسم على التكيف مع الضغوط.
اقرأ أيضاً
اقرأ أيضاً
تصل 23 ضعفاً.. علماء يطوّرون طريقة "ثورية" لتعزيز فاعلية أدوية السرطان
تعرف على استراتيجية جديدة لتعزيز امتصاص الأدوية كبيرة الحجم داخل الخلايا السرطانية، ما يزيد فاعليتها أضعافاً كثيرة، طوّرها باحثون من عدة جامعات أميركية.
وأظهرت التجارب أن سرطان الثدي يؤدي إلى تسطيح هذا الإيقاع اليومي، أي فقدان الفروق الطبيعية بين مستويات الهرمون ليلاً ونهاراً، وهو خلل ظهر مبكراً جداً، حتى قبل أن تصبح الأورام ملموسة.
وأضاف بورنيجر أن الباحثين رصدوا انخفاضاً في تذبذب "كورتيكوستيرون" بنسبة تتراوح بين 40 و50% خلال 3 أيام فقط من تحفيز الإصابة بالسرطان، ما يشير إلى أن الورم يؤثر على الدماغ في مراحل مبكرة للغاية من المرض.
وعند فحص الدماغ، وجد الباحثون أن الخلل يتمركز في منطقة الوطاء (الهيبوثالاموس)، وتحديداً في نواة تعرف باسم النواة المجاورة للبطين وهي جزء أساسي من المحور العصبي-الهرموني المسؤول عن تنظيم الاستجابة للتوتر، المعروف بمحور "الوطاء–النخامى–الكظر".
وأظهرت صور مجهرية أن الخلايا العصبية في هذه المنطقة تدخل في حالة فرط نشاط مستمر، لكنها في الوقت نفسه تنتج مخرجات هرمونية ضعيفة، ما يجعلها في حالة "تشغيل دائم" فاقدة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من الشرق للأخبار
