الأسواق الناشئة تقود مكاسب العملات في 2025

تضاعف حجم التداول بالفورنت المجري أكثر من مرتين منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه في يناير كانون الثاني، ويؤكد المتداولون والمحللون الاستراتيجيون وصناديق التحوط، الذين يديرون أسواق الصرف الأجنبي العالمية التي يبلغ حجم تداولاتها قرابة 10 تريليونات دولار يومياً، أن هذه الزيادة في حجم التداول ليست مجرد صدفة. قد ارتفع سعر صرف الفورنت بنحو 20% مقابل الدولار هذا العام، مسجلاً أفضل أداء سنوي له منذ ربع قرن تقريباً، ما يجعله من بين أفضل العملات الناشئة أداءً عام 2025.

وعلى نطاق أوسع، سجّل مؤشر MSCI لعملات الأسواق الناشئة رقماً قياسياً في يوليو تموز، وهو في طريقه لتحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام 2017، بعد أن حقق مكاسب تجاوزت 6%.

ويتوقع معظم المتداولين ومديري الصناديق والمحللين الذين تحدثت إليهم رويترز استمرار هذا الاتجاه في العام المقبل أيضاً.

تأتي هذه المكاسب في ظل تقلبات الدولار الأميركي وضعفه، ما يدفع المستثمرين إلى إعادة النظر في اعتمادهم الراسخ على هذه العملة، في الوقت نفسه يراهن المستثمرون على تحسن القيمة في بعض الدول النامية، من جنوب إفريقيا إلى المجر.

يقول جوني غولدين، رئيس قسم أبحاث استراتيجيات الدخل الثابت في الأسواق الناشئة لدى جي بي مورغان: «نعتقد أن دورة ما نسميه (السوق الهابطة) لعملات الأسواق الناشئة، التي استمرت 14 عاماً، قد انقلبت على الأرجح، وهذا جزء من تحول دورة الدولار، حيث يمتلك العالم الكثير من الأصول الأميركية ويتجنب أصول الأسواق الناشئة».

مخاطر التداول بالنسبة لإلينا ثيودوراكوبولو، مديرة محافظ ديون الأسواق الناشئة في مانوليف، كانت المفاجأة هذا العام هي أن تقلبات الأسعار كانت مدفوعة بأحداث سلبية حقيقية في الاقتصادات المتقدمة «أمر استثنائي، لم تكن الأسواق الناشئة المحرك الرئيسي للتقلبات هذا العام».

ومن المتوقع أن يستمر تدمير التجارة العالمية بقيادة الولايات المتحدة، والاضطرابات الجيوسياسية، واختلاف سياسات البنوك المركزية، في التأثير على تحركات الأسعار.

وقد حذّر صندوق النقد الدولي في أحدث تقرير له من مخاطر أسواق العملات.

بالنسبة للحكومات، فإن ارتفاع قيمة العملات وتدفقات رؤوس الأموال له آثار اقتصادية كبيرة، السلبي منها تقليل جاذبية الصادرات والأمر الإيجابي هو تعزيز قدرتها على جمع الأموال وسداد الديون.

وأشار صندوق النقد الدولي إلى خطر التركز، لأن ما يقرب من نصف حجم تداول العملات الأجنبية العالمي يتم عبر عدد محدود من من البنوك الكبيرة، مما يجعل السوق عرضة للخطر في حال تقليص هذه البنوك لأنشطتها خلال فترات الأزمات.

وتُظهر أحدث بيانات بنك التسويات الدولية الصادرة في أبريل نيسان أن أحجام تداول العملات ارتفعت بنسبة 30% تقريباً خلال السنوات الثلاث الماضية.

شهد عام 2025 ارتفاع تقلبات عملات الأسواق المتقدمة إلى أعلى مستوياتها في عامين خلال شهر أبريل قبل أن تهدأ، وأصبحت بيئة التداول أكثر جاذبية لعمليات المضاربة على فروق أسعار الفائدة، أي الاقتراض بعملات منخفضة الفائدة (عبء منخفض) للاستثمار في عملات ذات عائد أعلى (مكسب مرتفع).

وذكر مصدر مطلع أن صندوق التحوط «إي دي إل كابيتال»، الذي يدير مليار دولار، حقق نمواً بنسبة 28% هذا العام، مدفوعاً بمكاسب الرهان ضد الدولار في «يوم التحرير» الذي أعلن فيه الرئيس ترامب حربه التجارية على الجميع تقريباً.

وتظهر بيانات جمعتها شركة «فالي أناليتكس» لصالح رويترز أن تداول عملات الأسواق الناشئة كان بمثابة مكسب هائل للبنوك.

وحقق تداول عملات الأسواق الناشئة إيرادات بلغت نحو 40 مليار دولار لأكبر 25 بنكاً عالمياً في الأشهر التسعة الأولى من العام، وهو أفضل عام لها حتى الآن.

ويُشير تحليل «فالي أناليتكس» إلى أن هذا الرقم يزيد على ضعف الـ 19 مليار دولار التي حققتها البنوك من عملات مجموعة العشر الكبار، التي تضم العملات الرئيسية، من الدولار إلى الجنيه الإسترليني وصولاً إلى اليورو.

وقال سامر عويدة، الرئيس العالمي لتداول العملات الأجنبية والأسواق الناشئة في مورغان ستانلي، إن إيجاد فرص لتحقيق الربح في تداول العملات الرئيسية «كان تحدياً»، وأضاف: «المستثمرون في سوق العملات الأجنبية سيتجهون نحو الاستثمارات ذات العوائد الأعلى في الأسواق الناشئة».

ويرى أغلب كبار متداولي العملات ومديري صناديق التحوط والمحللين، الذين تحدثت إليهم رويترز، أن الاهتمام المتزايد بعملات الأسواق الناشئة هو اتجاه رئيسي من المرجح أن يستمر في عام 2026.

وأشاروا أيضاً إلى أن التحوط من التقلبات أمر مهم ومستمر، في عصر لم تعد فيه قوة الدولار أمراً مفروغاً منه.

نظرة جديدة لم يُفِد ضعف الدولار الجميع، فقد دفعت تدفقات التجارة والاستثمار الضعيفة الروبية الهندية إلى مستويات قياسية منخفضة، بينما أثرت المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي والاضطرابات السياسية سلباً على الروبية الإندونيسية.

وبينما تعافى الدولار من تراجع حاد، من أكبر انخفاض له في النصف الأول من العام منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي بخسائر بلغت نحو 11%، يتوقع المحللون أن تؤدي تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية إلى مزيد من الضعف.

وتشير بيانات مجموعة بورصة لندن (LSEG) إلى أن المتداولين يتوقعون خفضين إضافيين لأسعار الفائدة، بمقدار ربع نقطة مئوية كل مرة، من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي العام المقبل.

بالنسبة لعملات الأسواق الناشئة، يُعدّ البيزو المكسيكي والريال البرازيلي من بين أفضل العملات أداءً في الأسواق الناشئة هذا العام، نتيجة وجود بنوك مركزية حكيمة وأسعار فائدة مرتفعة، فضلاً عن سهولة الوصول إلى أسواق العملات والسندات.

وقال نيكولاس سكولوديس، مدير المحافظ في شركة أميا كابيتال، التي تُدير أصولاً تُقدّر بنحو 1.4 مليار دولار: «شهدت الأسواق الناشئة تدفقات قوية لرؤوس الأموال، ولا أتوقع أن ينعكس هذا الاتجاه قريباً».

(رويترز)


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منصة CNN الاقتصادية منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 12 دقيقة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعة
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 6 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة