ذهبتُ قبل أيام إلى مطار فاس- سايس عبر الطريق السيار، وحين خرجت من البدال وانعرجت يسارا، لاحظت أن كل علامات تحديد السرعة في 60 كلومتر مر بها عابث ومحا محتواها بصباغة داكنة، و”وقر” علامات تحديد سرعة 80، إلى غاية مدارتين. ولم أجد عناصر الدرك الملكي وإلا كنت أخبرتهم بالأمر حتى لا يؤاخذوا السائقين.
من المفروض أن يكون هناك جهاز إداري يتتبع سلامة هذه العلامات التي تتعرض للتخريب والتلاعب بمحتوياتها، مرة بأيادي المراهقين والمعتوهين ومرات بأيادي من لا تروقهم هذه العلامات. خاصة علامة منع المرور التي تجعل بعضهم يقطع مسافة طويلة للوصول إلى بيته أو مغادرته والالتحاق بأشغاله.
في مدينة مكناس، قرب المقبرة الأوروبية، وفي مدارة حي الزهور وميموزا، وضعت السلطات المكلفة بالتشوير علامة “قف” في جهتين متقابلتين، فقام مخربون بقطع العلامة الأولى بمنشار كهربائي من الجهة الأولى وحلوا براغيَ العلامة الثانية وتركت عصاها المعدنية واقفة عجفاء بلا دلالة، وحدث هذا ثلاث مرات أو أربعة. علما أن المكان مليء بكاميرات المراقبة لو أراد المسؤولون متابعة المخربين.
والنتيجة هي غموض المرور في هذه المدارة، الأسبقية لليمين أم علامة “قف” الزائلة، وهناك من يعتقد أن الأمر يتعلق بـ “ليس لكم حق الأسبقية”. وقد عاينت أكثر من خمس حوادث في هذه المدارة.
كما ان كثرة تغيير العلامات يسبب الكثير من الحوادث، لأن السائقين يتعودون على أن طريقا ما ممنوع فيه المرور مثلا، وفي الغد يصبح مسموحا به، وقد تتعود على زقاق محكوم بعلامة “قف” وفجأة تصبح الأسبقية إلى اليمين هي التي تحكمه. كان على الأقل ترك مسافة زمنية معقولة للسائقين قبل التغيير.
ما.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من هسبريس
