(1) الثقافة: أسلوب حياة
أعود بذاكرتى لسنواتٍ مضت، إلى ورشة عمل فى جريدة الأهرام جمعت صحفيين من مختلف الإصدارات المصرية، تطمس الذاكرة التفاصيل ويبقى جوهرها: محرر إسبانى وفريقه يديرون حوارًا امتد لثلاثة أيام حول سؤال محورى: ما هى الهوية الثقافية المصرية ومحدداتها؟، وحين انعطف الحوار نحو البحث عن وجبة شعبية تعبر عن هذه الهوية، استقر الإجماع، بعد نقاش طويل، على طبق الكشرى.
هذه الوجبة اللذيذة فى طعمها والتى تجمع بين مكونات مختلفة: أرز، عدس، مكرونة، حمص، بصل محمر، وصلصة طماطم حارة (الدقة والشطة)، لكل مكون طعمه الخاص، لكن حين يجتمع الكل فى واحد يصبح له طعم مختلف مميز لا يقاوم.
ولم يكن اعتراف منظمة اليونسكو، مؤخرا، بالكشرى كتراث ثقافى غير مادى مصرى مجرد تكريم لطبقٍ شهى واقتصادى، بل كان اعترافًا بأن هذه الأكلة الشعبية تحمل فى طياتها فلسفةً فى العيش مع التنوع، وتعكس هويةً أصيلة قوامها الاختلاف والتسامح.
فالثقافة، فى أبسط تعريفاتها، ليست سوى الطريقة التى يعيش بها الناس ويتواصلون ويفكرون.
(2) مصر: أصل الشجرة
عبْر آلاف السنين، أتقن المصريون فن الانسجام مع الاختلاف والتعدد. لم يتعاملوا مع التنوع كتهديد، بل كفرصة لصنع نسقٍ جديد، هذا التميز هو ما أسَرَ الصحفى والباحث الكندى فى الحضارات القديمة، وخاصة الحضارة المصرية، «سيمسون نايوفيتس»، الذى رأى فى مصر «أصل الشجرة» فى تاريخ البشرية.
فى كتابه الشهير، المكون من جزءين، والذى يحمل هذا العنوان، يقدّم نايوفيتس براهينه.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم


