مقال علي عبدالله باوزير : الواقعية

يبني الإنسان حياته على أسس، ولا بد لهذه الأسس أن تتفق مع الواقع، فالواقعية هي أساس الفهم السليم للحياة، وهي أساس العمل الناجح. والواقع هو أكبر مدرسة يتعلم منها الإنسان: فجميع العلوم أساسها التعلم من الواقع، سواء كانت علوما مادية، أو علوما إنسانية.

وقد تعلمت البشرية الكثير من دراسة الظواهر الطبيعية كالجاذبية والبرق والفيضانات وغيرها من الظواهر، كما تعلمت الكثير من دراسة التاريخ والسلوك الإنساني بمختلف جوانبه.

والفهم العلمي الواقعي يبدأ دائما بالملاحظة observation، فالواقعية لا تتطلب منا الكثير: وإنما كل ما على الإنسان أن يفعله هو أن ينظر أمامه ويصف ما يراه بتجرد ودون تحيز مسبق حتى يستوعب الواقع الذي يعيشه ويفهم ما يريد أن يفهمه.

ولذلك نجد آيات عدة في كتاب الله تدعونا إلى الفهم بقوله تعالى «أفلا تبصرون، فلينظر الإنسان، أفلا ينظرون، فانظروا، أولا يرون، أولم يروا، قل انظروا، أفلا تبصرون، يريكم،..».

فالله تعالى يريدنا أن نفهم الدين فهما واقعيا: أي أن نفهمه من خلال ما نراه واقعا أمامنا، سواء كان ذلك في شأن الأمور المادية، مثل قوله تعالى (فلينظر الإنسان إلى طعامه* أنا صببنا الماء صبا * ثم شققنا الأرض شقا * فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وأبا * متاعا لكم ولأنعامكم) (عبس: 24 - 32). (أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون) (السجدة: 27).

(أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون) (الأنبياء: 44).

أو التعلم من واقع الأحداث التي تمر بنا في الحياة، مثل قوله تعالى

(أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) (التوبة: 126).

(أولم يروا أنا جعلنا حرما ءامنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون) (العنكبوت: 67).

أو التعلم من الواقع التاريخي، مثل قوله تعالى:

(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين) (الروم: 42).

(ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من ٱلقرون أنهم إليهم لا يرجعون) (يس: 31).

والمغزى أن تعلم الإنسان من ما يراه أمامه هو أساس المعرفة البشرية، وأن تدبر كتاب الله يوضح لنا أن الواقعية من أهم أسس المعرفة المطلوبة من المسلم، بل وأننا نصل إلى الإيمان من خلال النظر إلى ما نراه أمامنا والتفكر في مدلولاته:

إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ﴿190﴾ الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلىٰ جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة مكة

منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
منذ 7 ساعات
منذ 4 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 3 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 6 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ ساعتين
صحيفة سبق منذ ساعتين
صحيفة الشرق الأوسط منذ 6 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 5 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 5 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 6 ساعات