زيدان: تراجع الثقة وغياب الأطراف الرئيسية يضعف فاعلية الحوار المهيكل. #الساعة24

اعتبر الباحث السياسي والاستراتيجي، د. فرج زيدان، أن غياب الأطراف الرئيسية في المشهد الليبي عن الحوار المهيكل يمثل إشكالية كبرى، لا سيما عند الحديث عن الحكومة الليبية المكلفة من قبل البرلمان.

وأوضح أن هذه الحكومة لا تعبر عن موقفها فقط، بل تمثل موقفًا يقترب من القيادة العامة للجيش ومن البرلمان، ما يجعلها طرفًا وازنًا يسيطر على أكثر من 80% من الجغرافيا الليبية، بما يشمل الحدود (باستثناء الحدود مع تونس) ومنابع النفط وحقوله، في ظل زيادة الشراكات الأمنية والعسكرية مع أطياف كبرى داخل القارة الأفريقية وخارجها.

وأشار زيدان في حديث لقناة «العربية الحدث» رصدته «الساعة 24»، إلى أن غياب الحكومة الليبية وممثليها يفاقم الإشكالية، خصوصًا مع ضعف الثقة في البعثة الأممية، لا سيما بعد تلقيها أموالًا من طرف إقليمي منخرط في الصراع، الأمر الذي حاولت البعثة تبريره بطريقة اعتبرها فاقدة لـ اللباقة الدبلوماسية. وأضاف أن مسألة غياب الثقة تتفاقم بسبب الغموض المحيط بمهام لجنة الحوار المهيكل وآليات اتخاذ قراراتها وأعمالها.

وأكد زيدان، أن البعثة الأممية شهدت تحولًا استراتيجيًا، حيث كانت في البداية تسعى لأن يكون الحوار المهيكل بديلاً لمجلسي النواب والاعلى للدولة، لكن مع تدخل الولايات المتحدة وسياساتها وفق منطق الصفقات، وانشغال الأطراف الأوروبية بالملف الروسي الأوكراني، أصبح مسار البعثة متخبطًا، مع تحفظات من مصر وبعض الأطراف الأخرى، بما في ذلك روسيا.

وأشار زيدان إلى أن هذه الإشكالية دفعت البعثة إلى منع وسائل الإعلام من الانخراط أو تصوير الأطراف الحاضرة على طاولة الحوار المهيكل، ما يعكس صعوبة وضبابية المشهد السياسي الحالي. مؤكدا أن الإشكالية الرئيسية تكمن في ضعف الثقة بالبعثة الأممية، التي تسعى إلى إدارة الأزمة بدلًا من مساعدة الليبيين على حلها. وأضاف قائلاً: الإشكالية نفسها تكمن في أن البعثة تمارس دورًا أكثر في الإدارة منه في الدعم الحقيقي لمسار الحل .

ورأى زيدان، أن الحديث يتصل أيضًا بسيكولوجيا الأطراف المعنية، مشيرًا إلى وجود مشروعين متناقضين في ليبيا لا يمكن تقريب وجهات نظرهما. مبيناً أن المشروع الأول يرفض الدولة ومؤسساتها الوطنية بما فيها الجيش، مؤكّدًا أن هذا المشروع يسيطر على الغرب الليبي وتديره ميليشيات مسلحة مختلفة المشارب والقيادات، ولا يوجد تيار وطني قوي موحد يمكن التفاهم معه أو توجيهه، في مقابل المشروع الثاني الذي تقوده القيادة العامة والبرلمان والحكومة المنبثقة عنه، ويسيطر على شرق وجنوب ليبيا.

واعتبر زيدان أن هذا التناقض هو سبب عدم قدرة الدولة على الانتقال من الثورة إلى الدولة، وفشل وعدم انجاز مشروع المصالحة، ورفض الانتخابات لاسيما الرئاسية، مشدداً على أن مشروع الفوضى تقف خلفه وتدعمه أطراف إقليمية ودولية فاعلة تستغل وجودها في مجلس الامن والأمم المتحدة لتعطيل الحل، واستمرار حظر التسليح على الجيش الوطني، وعرقلة إتمام مهامه في تحرير غرب البلاد وتطهيرها من الميلشيات وعصابات تهريب البشر والنفط الوقود التي لها شبكة علاقات قوية مع بعض اجهزة الاستخبارات الخارجية لأطراف فاعلة ومؤثرة في الملف الليبي.


هذا المحتوى مقدم من الساعة 24 - ليبيا

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من الساعة 24 - ليبيا

منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ ساعة
تلفزيون المسار منذ ساعتين
ج بلس منذ 9 ساعات
تلفزيون المسار منذ 21 ساعة
تلفزيون المسار منذ ساعة
وكالة الأنباء الليبية منذ 5 ساعات
تلفزيون المسار منذ 5 ساعات
عين ليبيا منذ 16 ساعة
عين ليبيا منذ ساعة