البوليساريو تتحدى القرار الأممي 2797 وترفض الدور الأمريكي بملف الصحراء

أوردت صحيفة إل إنديبندينتي الإسبانية أن جبهة البوليساريو عبرت عن رفضها لأي دور وساطة يمكن أن تضطلع به الولايات المتحدة الأمريكية في قضية الصحراء المغربية، وذلك بالتزامن مع تداول معطيات حول تحركات دبلوماسية تروم إعادة بعث المسار السياسي خلال الفترة المقبلة.

وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مصدر من داخل قيادة الجبهة، فإن البوليساريو تعارض بشكل واضح أي انخراط أمريكي في جهود البحث عن حل سياسي للنزاع، بدعوى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست وسيطا نزيها.

ويأتي هذا الموقف في سياق دولي تطبعه التحولات الكبيرة التي يعرفها ملف الصحراء المغربية، والتي توجت بصدور قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2797، الذي شدد على دعمه للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى حل سياسي متوافق بشأنه، قائم على مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كما ثمّن استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لاستضافة جولات تفاوضية في هذا الإطار.

ويعكس رفض البوليساريو للدور الأمريكي الذي أقره مجلس الأمن الدولي، مساعيها المتواصلة للتشكيك في المبادرات الدولية التي لا تنسجم مع أطروحتها، في مقابل تزايد القناعة داخل المنتظم الدولي بضرورة اعتماد مقاربة واقعية ودائمة لتسوية هذا الملف، عبر المبادرة المغربية التي أكد القرار الأممي الأخير أنها تشكل الإطار المرجعي الوحيد لأي حل سياسي له.

وفي هذا السياق، أكد عبد الوهاب الكاين، رئيس منظمة أفريكا ووتش ونائب منسقة تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية، في تصريح أدلى به لجريدة مدار21 ، أن اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2797 بتاريخ 31 أكتوبر 2025، شكل منعطفا غير مسبوق في إدارة ملف الصحراء المغربية، بمرافقة وتأييد دوليين، وسط إحجام واضح من الحكومة الجزائرية عن المشاركة في التصويت.

وأبرز الكاين أن هذا القرار شكل لحظة فارقة في مسار هذا النزاع، إذ استبدل الدعوات المطالبة باستفتاء تقرير المصير، بمبدأ تقرير المصير ضمن إطار مخطط الحكم الذاتي المغربي، الذي أصبح الأساس الأكثر قابلية لفتح مسار تفاوضي مستقبلي لإنهاء النزاع نهائيًا.

ولفت إلى أن القرار منح دعما دوليا غير مسبوق للموقف المغربي، حيث بات يعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب عام 2007 الأساس الوحيد للمفاوضات، مؤكدا أن الحكم الذاتي الفعلي تحت السيادة المغربية يمثل النتيجة الأكثر واقعية، وهو التحول الذي جاء بعد جهود دبلوماسية مكثفة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي وضعت تسوية نزاع الصحراء على رأس أولوياتها في ولايتها الثانية.

وأشار إلى محاولات الجزائر الالتفاف على القرار الأممي الأخير، عبر تقديم نفسها كوسيط محتمل، في محاولة لتخفيف حصرية المقترح المغربي وإعادة صياغة التوازن السياسي للنزاع، وذلك في ظل التراجع في حدة موقف البوليساريو تدريجيا من الرفض القاطع للقرار، إلى إعلان استعدادها للمفاوضات، رغم استمرار تحفظها على تنفيذ خطة الحكم الذاتي.

وأوضح المتحدث بأن السؤال الاستراتيجي الآن هو مدى قدرة الجزائر على مقاومة الواقع الجديد الذي فرضه القرار أم الانخراط الطوعي في مسار تفاوضي بنّاء.

وأكد رئيس منظمة أفريكا ووتش أن التطورات الأخيرة تظهر بأن المواقف التقليدية لكل من الجزائر والبوليساريو لم تعد قابلة للاستمرار، فالقرار 2797 والوساطة الأمريكية يوفران فرصة نادرة لإنهاء النزاع، شرط انخراط جميع الأطراف بجدية، وبدون شروط مسبقة، لضمان صياغة حل سياسي مستدام، وحياة كريمة للساكنة الصحراوية، بعيدًا عن الجمود السياسي والتكتيكات التقليدية التي كرّست الوضع السابق.


هذا المحتوى مقدم من مدار 21

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من مدار 21

منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 7 دقائق
منذ 3 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 3 ساعات
Le12.ma منذ 6 ساعات
آش نيوز منذ 8 ساعات
هسبريس منذ 5 ساعات
وكالة الأنباء المغربية منذ 7 ساعات
موقع بالواضح منذ ساعتين
هسبريس منذ 18 ساعة
هسبريس منذ 9 ساعات
هسبريس منذ ساعتين