تصاعدت وتيرة الغضب والاستنكار بين سكان مدينة آسفي في أعقاب فاجعة الفيضانات الأخيرة التي أودت بحياة 37 شخصًا، وذلك بسبب ما وصفوه بـ "الاستغلال المقزز" لمعاناتهم من قبل بعض "المؤثرين" على منصات التواصل الاجتماعي.
وقد شهدت المدينة تصديًا شعبيًا مباشرًا لهذه المحاولات التي تهدف إلى كسب المشاهدات والتعاطف الرقمي على حساب مأساة الساكنة، في وقت تعيش فيه حالة من الحزن والتضامن إثر الفيضانات المدمرة، حيث تتركز جهود السلطات والمجتمع المدني على تقديم العون والدعم للناجين والمتضررين وعائلات الضحايا.
وفي تطور لافت، تم توثيق حالات عدة لتصدي المواطنين المباشر لهؤلاء الأشخاص الذين يحاولون تحويل جهود الإغاثة الإنسانية إلى "محتوى" يدر عليهم الأرباح والشهرة.
وكانت أبرز هذه الحالات، ضبط إحدى المؤثرات وهي تقوم ببث مباشر لعملية توزيع "مساعدات بسيطة" على المواطنين، حيث حاول المواطنون إيقافها، معتبرين أن تصويرهم في حالة ضعف وحاجة هو انتهاك لكرامتهم وإهانة لذكاء المتبرعين الحقيقيين.
وأفاد شهود عيان بأن المؤثرة، والتي لم يتم الكشف عن هويتها بشكل رسمي، كانت توزع مجموعة من الجوارب على عدد من المتضررين وهي تطلق بثًا مباشرًا على إحدى المنصات، في محاولة واضحة لتسويق نفسها كـ "فاعل خير" وجمع "التكبيسات"..
وأكد متضررون أنهم يرحبون بكل دعم مادي أو نفسي، لكنهم يرفضون بشدة "التسول باسمهم" أو استخدام حزنهم كخلفية لزيادة عدد المتابعين. ودعوا إلى توجيه المساعدات عبر القنوات الرسمية والجمعيات ذات المصداقية لتجنب أي استغلال.
وتأتي هذه التطورات لتلقي الضوء على الجانب السلبي لظاهرة "صحافة المؤثرين" أو "المحتوى التفاعلي" الذي قد يتجاوز الخطوط الحمراء للأخلاق والإنسانية في سبيل تحقيق الانتشار.
هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى
