معذرة أيها المسؤولون عن البرلمان، وعن شؤونه الظاهرة والخفية، فعون السلطة السابق، لا هو بالعضو في مجلس النواب، ولا في مجلس المستشارين… ولا رئيس فريق نيابي، ولا رئيس مجموعة نيابية… ولا حتى من غير المنتسبين… هو فقط عون سلطة سابق… ساقته الأقدار ليخدم الوطن من هذا الموقع لمدة 12 سنة… لم يكن له قطاع يصول ويجول داخله… ولا دمغة لتوقيع شواهد الحياة والممات… فقط أوراق بحجم المعلقات… خدمة للصالح العام…
كان سي محمد، الحاصل على الماستر في قانون البرلمان والصياغة التشريعية… يعد أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه حول “النخب البرلمانية بعد دستور 2011: مجلس النواب نموذجًا”… وهو عون سلطة…(مقدم حضري)… ونظرًا لمؤهلاته العلمية ورفعة أخلاقه، وإخلاصه في عمله، الذي يضمن له ولزوجته، ولأولاده الثلاثة الحد الأدنى من “العيش والسترة”، يتطلع ليصبح “شيخًا حضريًا”، بعدما انتهت أحلامه البسيطة في الحصول على منصب يليق بمؤهلاته العلمية وبتجربته المهنية التي اكتسبها طيلة سنوات، في إطار ما تسمح به القوانين الجاري بها العمل… خاصة فيما يتعلق بمشاركته الفاعلة في تدبير العديد من الاستحقاقات الانتخابية… وإشرافه زمن الحجر الصحي على فصول المرحلة، خاصة فيما يتعلق بإدارة ملف رخص التنقل داخل وخارج أرض الوطن… إضافة إلى مشاركته في أشغال العديد من اللجان… وإنجازه لحزمة من التقارير…
فُتحت أبواب لآخرين… لكنها وُصِدَت في وجهه… لما اشتكى من الحظ العاثر… قلت له: إن الذين يملكون الحق -قَدَرًا- في اتخاذ القرار… هم وحدهم من يملكون إصدار الأحكام على خلق الله… إنهم يعرفونك أكثر من نفسك… يعلمون أنك لا تصلح لخدمة هذا الوطن، إلا كعون سلطة، في آخر الصف… يعلمون أنك من طينة لا ترقى لتكون “شيخًا حضريًا”… لقد أقبروا من قبل حقك في أن تكون أحسن من ذلك… لكنهم، هم وحدهم حماة المصلحة العامة… ويعلمون أكثر منك، ما تُسِرُّ وما تعلن… يعلمون أنك لا تنتمي لما يُسمى “بالرأسمال البشري” المعول عليه… أنت فقط رقم تستنشق حرقة الوطن في الصبح والعشي… ولا تشفع لك مؤهلاتك لتكون ابنًا بارًا لذئاب الأدغال…
دَرَّفَ دمعة ساخنة تحمل سخطًا بحجم الجحيم… وقال: أنا بالفعل لا أصلح لأكون لا “شيخًا حضريًا”، ولا “مقدمًا حضريًا”… ثم جمع ما تبقى من ذاته التي أَنهَكَها الانتظار على قارعة الطريق، لعل كبير القوم يستحيي إن كان فيه شيء من الحياء، ويوقع له صك الغفران ليلج خانة تضمن لصغاره قطرة زيت تبلل خبزهم الحافي… لكن السيد “جودو” بطل المسرحية العابثة للكاتب الإيرلندي صمويل بيكيت، لم يحضر… وترك فلاديمير.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من هسبريس
