أكدت مصادر دبلوماسية وسياسية لبنانية رفيعة أن تأخير اعتماد أوراق سفير إيران الجديد في بيروت إجراء بروتوكولي بحت، معتبرة أن تضخيم طهران لهذا الملف ومحاولة تحميله أبعادا سياسية يهدفان إلى افتعال أزمة داخلية لبنانية والتشكيك بدور مؤسسات الدولة وسيادتها.
وقالت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن التصعيد الإيراني حول هذا الملف يعكس أزمة في مقاربة طهران لطبيعة العلاقة مع لبنان، مؤكدة أن هذه العلاقة يفترض أن تقوم على مبدأ الندية واحترام سيادة الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وعدم التعامل معها كطرف تابع أو ساحة نفوذ، إلى جانب الامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية، بما يضمن علاقة متوازنة بين البلدين.
وأضافت المصادر أن إثارة هذا الملف بهذه الطريقة تهدف إلى افتعال إشكالية داخلية في لبنان، عبر السعي لإحداث توتر بين المكون الشيعي ومؤسسات الدولة، وتصوير الأمر على أنه تعطيل متعمد أو تقليل من شأن إيران بحجة دعمها للطائفة الشيعية، محذرة من أن هذا الخطاب يحاول الإيحاء بأن تأخير اعتماد أوراق السفير يشكل استهدافاً سياسياً أو مذهبياً، وهو ما لا يستند إلى أي أسس بروتوكولية أو قانونية.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أكد أخيراً أن العلاقات الدبلوماسية بين بلاده ولبنان "لا تزال قائمة"، معرباً عن أمله في استكمال المسار المعتمد لإجراءات تعيين السفير الإيراني الجديد في بيروت ومباشرته مهامه قريباً، في وقت أفادت فيه وسائل إعلام لبنانية بأن وزير الخارجية يوسف رجّي لم يرفع نسخة من أوراق اعتماد السفير الإيراني الجديد إلى مجلس الوزراء أو القصر الجمهوري، كما لم يُبلغ طهران حتى الآن بالموافقة الرسمية اللبنانية على تعيينه.
ويأتي هذا الجدل في ظل انتقادات سابقة طالت السفير الإيراني السابق في بيروت مجتبى أماني؛ إذ رأى مراقبون أنه خرج عن الأعراف والتقاليد الدبلوماسية خلال فترة عمله، واتُّهم من قبل خصومه بتجاوز الدور الدبلوماسي التقليدي، وبالقيام بأدوار اعتُبرت لصيقة بحزب الله.
وتزايدت هذه الانتقادات عقب حادثة تفجيرات أجهزة "البيجر"، التي أُثيرت حولها اتهامات ربطت اسمه بنقل تعليمات لعناصر الحزب، قبل أن يتعرض لإصابة نتيجة انفجار أحد الأجهزة، في واقعة أثارت حينها جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية اللبنانية.
أزمة السفير الإيراني في لبنان.. بروتوكول معطّل أم نهاية نفوذ؟
وقال مصدر دبلوماسي لبناني رفيع المستوى إن تأخير اعتماد أوراق سفير إيران الجديد في بيروت يندرج في إطار إجراء بروتوكولي وإجرائي بحت، معتبرا أن الإيحاءات التي أثارتها طهران بشكل غير مباشر تعكس مقاربة تقوم على التقليل من مكانة الدولة اللبنانية، والتعامل معها بمنطق أن تقديم أوراق السفير يستوجب قبولها فوراً، من دون الخضوع لإجراءات طبيعية معمول بها، أو تحمل أي تأخير ولو لساعات.
وأضاف المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه لـ"إرم نيوز" أن إثارة هذا الملف من جانب طهران تستهدف افتعال أزمة داخلية في لبنان، عبر محاولة إحداث شرخ بين المكون الشيعي ومؤسسات الدولة، وتصوير الأمر على أنه تعطيل متعمد أو تجاهل لإيران، بذريعة دعمها للطائفة الشيعية، والإيحاء بأن تأخير قبول أوراق السفير يمثل تقليلا من شأنه، تمهيدا للقول إن الاستهانة التالية قد تطال المكون الشيعي نفسه.
وتابع أن الداخل اللبناني شهد في مراحل سابقة افتعال أزمات متعددة بين الدولة ومؤسساتها من جهة، والمكون الشيعي من.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من إرم نيوز
