أصبح مفهوم «التأثير» ركناً أساسياً في التصنيفات العالمية لمؤسسات التعليم العالي، غير أن هذا المفهوم لا يزال في كثير من الأحيان حبيس مقاييس ضيقة، تختزل قيمة المؤسسة بعدد بحوثها المنشورة أو مرات الاستشهاد العلمي بها. ورغم أهمية هذه المؤشرات في قياس النشاط البحثي، فإنها تعجز عن التعبير عن التأثير الحقيقي، الذي ينتظره المجتمع: التأثير الاقتصادي، والأهم منه التأثير الاجتماعي والإنساني.

من هذا المنطلق، اتخذت كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا منذ عام 2024 خطوة لافتة لإعادة صياغة هذا المفهوم، عبر إطلاق «المؤتمر والمنتدى الدولي للتقنيات المساندة لذوي الاحتياجات الخاصة ATSN، ولم يكن الهدف تنظيم فعالية أكاديمية إضافية، بل تأسيس منصة دائمة تُترجم المعرفة إلى تمكين. وقد تعزز هذا المسار مع انعقاد النسخة الثانية من المؤتمر، في الفترة من 7 إلى 10 ديسمبر 2025، تحت رعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية في دولة الكويت، وبشراكة مع الأمم المتحدة، ومنظمة اليونسكو، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، إضافة إلى مؤسسات إقليمية ودولية متعددة.

ما ميّز تجربة ATSN هو خروجها الواضح عن النمط التقليدي للمؤتمرات، حيث جرى التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، ليس بوصفهم موضوعاً للنقاش، بل شركاء في الفعل والتجربة. فقد شمل البرنامج مجموعة من الدورات التدريبية وورش العمل المصممة لتمكين مختلف فئات الإعاقة، سواء كانت حركية أو حسية أو معرفية، واضعاً في الاعتبار تنوع الاحتياجات واختلاف السياقات.

ومن بين أكثر هذه الورش دلالة على روح المؤتمر، برزت ورش فنية مبتكرة، مستوحاة من مفهوم «رائحة أو عبق اللون»، حيث أُعيد تصميم تجربة الرسم للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية عبر دمج الحواس، من خلال ربط الألوان بروائح مستخلصة من الفواكه والعناصر الطبيعية، هذه المبادرة لم تسعَ إلى تعويض فقدان البصر بوسائل تقليدية، بل إلى إعادة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من صحيفة القبس