د. سليمان الخضاري: فن التظاهر.. بـ #الغباء

بعضنا يمارس فن «التغابي» يومياً، يتقنه كما يتقن التنفس، فلا يبين معرفته عندما يدرك أن إظهارها سيجلب المتاعب أكثر من المنافع، ويتظاهر بعدم الفهم عندما يعلم أن الفهم سيحمله أعباء لا طاقة له بها، فيلعب دور البسطاء في عالم يعاقب أحياناً من يعرف أكثر مما ينبغي!

في المجلس العائلي، يشرح كبير العائلة موضوعاً أنت متخصص فيه، يخطئ بشكل فادح، ويخلط المفاهيم بثقة مدهشة، بينما أنت، من يملك شهادة الدكتوراة في المجال الذي يتم الحديث عنه، تومئ برأسك، تبدي الإعجاب، وتتظاهر بأنك تتعلم منه، لأن الحكمة والتجربة علمتاك أن ليس كل حق يُقال، وليس كل خطأ يستحق التصحيح، خاصة عندما يكون الثمن سلام العائلة وتماسكها الذي قد تهزه مواجهة كبارها... المخطئين!

في اليوم التالي، زوجتك تبدأ بالشكوى من مشكلة مع صديقتها، تسرد التفاصيل بحماسة، وأنت ترى الصورة كاملة، تفهم أين أخطأت هي، وأين أخطأت صديقتها، لكنك تختار دور المستمع الذي «لا يفهم في هذه الأمور»، لأنك تعلمت أنها أحياناً تريد أذناً لا رأياً، وأن إظهار فهمك الكامل قد يحولك من حبيب مواسٍ إلى قاضٍ متطفل!

وفي اجتماع العمل في اليوم الذي يليه، يُطرح مشروع محكوم بالفشل، الجميع متحمس، والرئيس مقتنع، وأنت الوحيد الذي يرى الكارثة القادمة، لكنك تختار الاحتفاظ برأيك لنفسك، وقد تمارس قدرا من التغابي البريء، لأنك تعلم أن صوت العقل وحيداً في زحمة الحماسة العمياء لن يُسمع، وأن من ينذر بالعاصفة وسط الاحتفال قد يُنظر إليه كنذير شؤم لا ناصح أمين!

قد نتساءل أحيانا عن الحد الفاصل بين الحكمة والنفاق، بين التغابي الذكي والتخاذل المقيت، ومتى يكون إخفاء المعرفة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة القبس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة القبس

منذ 3 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 5 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ ساعتين
منذ 7 ساعات
صحيفة الراي منذ 4 ساعات
جريدة النهار الكويتية منذ 12 ساعة
صحيفة القبس منذ 9 ساعات
صحيفة الأنباء الكويتية منذ 7 ساعات
صحيفة الأنباء الكويتية منذ 14 ساعة
صحيفة الراي منذ 3 ساعات
شبكة سرمد الإعلامية منذ 4 ساعات
صحيفة الراي منذ 5 ساعات