محمية الفايجة: جنة طبيعية كريمة مع الزوار، تجعلها القوانين شحيحة مع السكان المحليين

بعيدا عن صخب المدن، ألف السكان المحليون الحضور الدائم للدوريات الغابية التي تسهر على الحفاظ على الحياة البرية والنباتات، التي يحميها القانون، لكن هذا القانون فرض على العائلات هشاشة إجتماعية وإقتصادية كبيرة، وفق ما عاينه صحفيون خلال زيارة لهذه المحمية الساحرة، إنتظمت يومي 6 و7 ديسمبر 2025، في إطار دورة تكوينية في الصحافة البيئية.

يصنف القانون التونسي، الغابات، كثروة وطنية توفر مداخيل مباشرة للدولة، وتساهم في الناتج الوطني الفلاحي وهي مصدر رزق للعائلات المجاورة للغابات توفر العديد من فرص العمل في قطاعات عدة، غير أن هذا القانون المجمع في مجلة الغابات، يقيد بشدة حقوق الإنتفاع بهذه الثروة بالنسبة للمجتمعات التي تعيش داخلها، رغم مساهمتها الفعلية في الحفاظ عليها وحمايتها.

فمجلة الغابات التي يعود إصدارها إلى سنة 1988 بهدف ضمان "الإستغلال الرشيد" للموارد و"تمكين المنتفعين من ممارسة حقوقهم القانونية"، تحصر حقوق إنتفاع السكان القاطنين داخل الغابات أو بجوارها، في نطاق الحاجيات الضرورية الذاتية للعيش، دون أي إمكانية للتنمية الإقتصادية، وبالتالي لا يسمح باستغلال المنتجات الغابية "لأغراض تجارية أو صناعية" (الفصل 37). كما يخضع النفاذ إلى بعض الموارد إلى تراخيص إدارية أولية تجدد كل خمس سنوات، مما يجعل الاستفادة منها هشّة ومؤقتة.

ورغم أن الهدف المعلن للقانون الذي ينظم استغلال المجال الغابي هو "تحسين الظروف الإقتصادية والإجتماعية للسكان الغابيين"، فإن تفاصيل القانون وتطبيقه دون مراعاة بعض خصوصيات المناطق الغابية، يبقي سكان الغابات في حالة هشاشة مزمنة.

محمد الوسلاتي، البالغ من العمر 30 سنة، قضى أكثر من عشر سنوات في محمية الفايجة بصفته مراقبا وحارسا لقطعان أيل الأطلس، ورغم تعلّقه بهذه الحيوانات وإعتزازه بدوره، فإنه يقرّ بعدم رضاءه إزاء راتب لا يكاد يضمن له مقومات العيش الكريم.

ويعمل حاليا خمسة عشر شابا كحرّاس غابات ضمن "فرق حراسة غابات مؤقتة"، حيث يشتغل كل واحد منهم خمسة عشر يوما في الشهر مقابل نصف راتب.

سفيان مجاجري، أحد هؤلاء الحرااس، لا يخفي ولعه بالمحمية التي نشأ فيها، لكنه يعترف بأن "هذا التعلّق لا يكفي عندما نعيش في ظروف صعبة للغاية".

وبنفس المرارة، يعترف حاتم ستيتي، أحد سكان المحمية، أن السكان المحليين "يعيشون في هشاشة خانقة تحوّل كل يوم إلى معركة من أجل البقاء".

أما فارس، الشاب العاطل عن العمل من نفس الجهة، فيطمح إلى العمل كدليل سياحي، وهي مهنة تعيقها حاليا غياب منظومة قانونية مناسبة. وقال فارس في هذا الصدد "قد تسمح المرونة والانفتاح على أنشطة السياحة الايكولوجية، بخلق العديد من الفرص لي ولغيري من شباب المنطقة"، مستشهدا بصعوبة الاجراءات الفروضة على.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من باب نت

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من باب نت

منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 3 ساعات
جريدة الحرية التونسية منذ 5 ساعات
موقع المصدر منذ 12 ساعة
موقع المصدر منذ 15 ساعة
تونس كوب منذ 8 ساعات
جريدة الحرية التونسية منذ 6 ساعات
باب نت منذ 17 ساعة
جريدة الحرية التونسية منذ 11 ساعة
موقع المصدر منذ 12 ساعة