حبانا الله على هذه الأرض الطيّبة بأن نمتلك واحدة من أكثر البنى التحتية الرقمية تطوّرًا في العالم، في معظم جوانبها، فنسبة انتشار الإنترنت تجاوزت %99 من السكان، بينما تخطّت نسبة انتشار الهواتف المتنقلة حاجز الـ 150%، مما قد يترجم ببساطة إلى أن أغلبنا يحمل أكثر من شاشة في جيبه وبيته ومكتبه. هذه «القدرة الرقمية» الهائلة، ورغم أنها ميزة تنافسية للدولة، إلا أنها تحوّلت، وللبعض، كالسيل الجارف، يهدّد أهم ما نملك: عقولنا ووقتنا. الأخطر، أن أكثر من %60 من شبابنا، يقضون ساعات طويلة يوميًا في الترفيه الرقمي، متجاوزين المعدلات العالمية، بحسب بعض الدراسات الأكاديمية الحديثة. هذه ليست مجرّد رفاهية أو تسلية، بل نمط حياة كامل يُعاد تشكيله أمام أعيننا.

المعضلة ليست في التكنولوجيا ذاتها، أو حتى تطوّرها المتسارع الذي يحمل في غالب الأحيان منافع عديدة، بل في «فجوة الوعي» بين هذه القدرة الرقمية الهائلة وبين سرعة استيعابنا لمخاطرها. التحوّل الرقمي المتسارع في الدولة والقطاعين العام والخاص لم يُواكَب بتحوّل مماثل في الوعي والسلوك. الاتصال المستمر بالشبكة العنكبوتية غيّر طبيعة ارتباطنا بأجهزتنا، وأعاد تشكيل سلوكنا اليومي. أصبحنا نبحث عن الإشباع الفوري: فيديو قصير، إشعار عاجل، إعجاب ومشاركة. النتيجة؟ تشتّت في الانتباه، ضعف في التركيز، تراجع في التحصيل الدراسي والإنتاجية، بل وحتى عزلة اجتماعية تهدد نسيج الأسرة. نحن لا نتحدّث هنا عن استثمار رقمي يثمر تعلّم مهارة أو قراءة كتاب، بل عن إشباع لحظي يقود إلى تشتّت ذهني وتشتت انتباه وسوء استخدام المنصات.

هنا يبرز السؤال: متى يصبح الاستخدام «طبيعيًا» ومتى يتجاوز الخط الأحمر إلى الإدمان الإلكتروني؟ المؤشرات واضحة: فقدان الإحساس بالوقت أمام الشاشة، وصعوبة التوقف رغم الشعور بالذنب أو الندم، وضياع الأولويات. أما على المستوى الاجتماعي، فندفع.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من صحيفة القبس