بغداد / عراق اوبزيرفر
تشهد الساحة السياسية العراقية حالة من الترقب الحذر، مع تصاعد المؤشرات التي ترجح اقتراب ولادة الحكومة الجديدة، بعد حوارات ومفاوضات أعقبت الاستحقاق الانتخابي.
وفي ظل هذا المشهد، برزت تصريحات عضو ائتلاف دولة القانون عمران الكركوشي، التي رسمت إطاراً زمنياً واضحاً لحسم ملف تشكيل الحكومة وإعلان الكابينة الوزارية، مؤكداً أن مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر ستكون كافية لإنهاء جميع الاستحقاقات الدستورية المتعلقة بالرئاسات الثلاث.
الكركوشي أكد لـ عراق اوبزيرفر ، أن المعطيات الحالية لا تشير إلى وجود عوائق جدية أمام انبثاق الحكومة الجديدة، لافتاً إلى أن العملية السياسية تسير ضمن مسارها الطبيعي، بعيداً عن الأزمات المفتوحة أو الصدامات السياسية التي طبعت مراحل سابقة من تشكيل الحكومات. ووفقاً لحديثه، فإن الأطراف السياسية لا تجد نفسها مضطرة لتجاوز المدد الدستورية، بل تتحرك ضمن هوامش زمنية مرنة تتيح التوافق دون خرق النصوص الدستورية.
وفي قراءة للمشهد الراهن، يرى الكركوشي أن القوى السياسية تمتلك فسحة زمنية قد تصل إلى ثلاثة أشهر لحسم تسمية الرئاسات الثلاث، ومن ثم الإعلان الرسمي عن الكابينة الوزارية الجديدة، مشيراً إلى أن الحوارات الجارية بين الكتل والمكونات تسير باتجاه تقليل نقاط الخلاف، لا توسيعها. هذه المؤشرات، بحسب تعبيره، تعكس قدراً من النضج السياسي مقارنة بتجارب سابقة شهدت انسدادات طويلة وتعطيلاً مؤلماً للمؤسسات.
وتكتسب هذه التصريحات أهميتها من توقيتها، إذ تأتي في مرحلة تشهد فيها البلاد ضغطاً شعبياً واقتصادياً متزايداً للإسراع بتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، قادرة على مواجهة التحديات المتراكمة، من الملف الخدمي إلى الأوضاع الاقتصادية، وصولاً إلى الاستحقاقات الإقليمية والدولية التي تفرض حضوراً عراقياً فاعلاً ومستقراً.
ومع ذلك، لا يغيب عن المشهد عامل الحذر، إذ إن التجربة العراقية علمت الجميع أن التفاؤل وحده لا يكفي لضمان ولادة سلسة للحكومات. فحتى مع غياب التوترات العلنية، تبقى الكواليس السياسية عاملاً حاسماً، وقد تظهر عقد غير متوقعة في اللحظات الأخيرة، خاصة عند الدخول في تفاصيل توزيع الحقائب الوزارية ذات الثقل السياسي أو الاقتصادي.
ورغم هذا الحذر، فإن الكركوشي شدد على أن المستجدات الراهنة لا توحي بوجود مسارات تعرقل إعلان الحكومة أو تدفع نحو تأجيل حسم المناصب السيادية، مؤكداً أن العملية السياسية تمضي بهدوء نسبي، من دون مؤشرات على أزمات مفتوحة.
هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر
