دور الرياض وواشنطن في هندسة التهدئة ومستقبل غزة

تدخل المرحلة الثانية من اتفاق غزة نطاقا استراتيجيا يتجاوز الحسابات الإنسانية المباشرة، إذ تمثل لحظة يعاد فيها رسم ميزان القوى وتحديد حدود النفوذ الدولي والإقليمي داخل ملف هو الأكثر قابلية لإعادة هندسة التوازنات في الشرق الأوسط، ويأتي هذا التغيير في ظل إدراك متنام لدى الفاعلين الكبار بأن استمرار الوضع على ما هو عليه لم يعد احتمالا قابلا للإدارة، وأن المرحلة الثانية ليست مجرد امتداد للهدنة بل مرحلة إعادة تشكيل للمعادلة التي حكمت العلاقة بين غزة وإسرائيل والمجتمع الدولي لعقدين كاملين.

ومن منظور استراتيجي يتعامل صناع القرار في واشنطن مع هذه المرحلة بوصفها امتحانا لصدقية القوة الأمريكية في الشرق الأوسط وقدرتها على التحكم بسلوك حليفها التقليدي إسرائيل التي باتت تنتهج سياسة توسع تكتيكي يكاد يتجاوز قدرة الولايات المتحدة على ضبط إيقاعه، إذ تحاول إسرائيل عبر سلسلة مناورات سياسية وميدانية تفريغ المرحلة الثانية من مضمونها عبر إعادة تعريف مفهوم إعادة الانتشار وتقييد دخول المساعدات وربط تنفيذ البنود بشروط أمنية جديدة، وهو سلوك يعكس رغبة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في منع أي عودة لمنظومة حكم فلسطيني مترابطة أو لبيئة مدنية مستقرة يمكن أن تمنح الفلسطينيين موقعا تفاوضيا أقوى في المستقبل.

وتدرك الولايات المتحدة أن استمرار هذا النهج الإسرائيلي يهدد موقعها الاستراتيجي في الإقليم، فتوازن الردع الأمريكي لم يعد يقاس فقط بالقدرة العسكرية بل بالقدرة على فرض قرارات دبلوماسية على حلفاء باتوا يرون في البيئة الإقليمية فرصا جديدة للمناورة. وتعلم واشنطن أن فشل المرحلة الثانية سيؤدي إلى تراجع نفوذها أمام القوى الصاعدة في المنطقة، وسيضعف قدرتها على منع تشكل خطوط اشتباك إقليمية جديدة قد تتداخل مع مصالحها في البحر الأحمر والشرق المتوسط، ولذلك تتحرك الإدارة الأمريكية نحو استخدام أدوات الضغط غير المعلنة بما يشمل ضبط المساعدات العسكرية وتحديد شروط التنسيق العملياتي بهدف دفع إسرائيل إلى الالتزام بتسلسل البنود بما يمهد لبيئة يمكن إدارتها لاحقا ضمن رؤية سياسية أوسع.

أما على المستوى السعودي فإن الدور الذي تؤديه المملكة بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لا يقوم على منطق الوساطة التقليدية بل على بناء إطار استراتيجي يعيد تعريف دور الإقليم في صياغة الحل للفلسطينيين وليس مجرد التفاعل مع حلول تأتي من الخارج، إذ تنطلق الرياض من قناعة بأن استقرار غزة ليس ملفا إنسانيا منفصلا بل حجر أساس في هيكل الأمن الإقليمي، وأن فشل المرحلة الثانية سيعيد إنتاج دورات التصعيد ويقوض كل مسار تنموي واقتصادي تعمل عليه المنطقة، ولذلك تسعى المملكة إلى.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة مكة

منذ 9 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
صحيفة مكة منذ 8 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 6 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 47 دقيقة
قناة الإخبارية السعودية منذ 8 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 11 ساعة
صحيفة عاجل منذ 17 ساعة
صحيفة سبق منذ 3 ساعات
صحيفة سبق منذ 16 ساعة