قال مهندسون وخبراء بيئيون مغاربة إن فاجعة آسفي “تُنبّه إلى عدم قدرة المنشآت الهيدروليكية (من سدود وقنوات تصريف وغيرها) بعدد من المناطق المغربية على الصمود أمام الواقع الجديد الذي تفرضه التقلبات والتغيرات المناخية”، حيث “بتنا أمام ظواهر جوية قصوى، تتجلى في تهاطلات عالية الشدة في أوقات قصيرة”.
وسجّل هؤلاء الفاعلون أن “عددا من المنشآت الهيدروليكية المغربية تعتمد على بيانات ومعطيات قديمة سابقة لعصر التغيرات المناخية، وتستند إلى فترات عودة (للظواهر) غير محدّثة”، مؤكدين “أهمية تشديد دفاتر التحملات في هذا الجانب، من خلال استناد الدراسات إلى توقعات مستقبلية ومراعاتها للتغيرات المناخية، مع تحديث المعايير التقنية”.
وكان المدير الإقليمي للتجهيز والماء بآسفي، عبد الرحيم تناس، قد صرّح لوكالة المغرب العربي للأنباء بأن قناة صرف مياه الأمطار بمشروع تقوية جرف أموني كانت مفتوحة (خلال الفيضانات) وتعرف سريان المياه بشكل طبيعي.
“منشآت عاجزة”
أنس منصوري، مهندس متخصص في الهندسة القروية، قال إن “الفيضانات التي اجتاحت آسفي لا يجب أن يُنظَر إليها كحادثة معزولة، بل هي إنذار واضح بأن البنيات التحتية، أساسا المنشآت الهيدروليكية، لم تعد قادرة على حماية أرواح المغاربة”، مضيفا أنها “تقتضي من الدولة الانتقال من منطق رد الفعل على الكارثة إلى منطق الوقاية والاستباق العلمي”.
وأوضح منصوري، في تصريح لهسبريس، أن “فاجعة آسفي تؤكد وجود إشكالية بنيوية خطيرة تعاني منها مجموعة من المناطق المغربية، تتمثل في عدم تأقلم منشآت التصريف الهيدروليكي مع الارتفاع غير المسبوق في حدة التساقطات المطرية، الناتج عن التقلبات المناخية”.
وأضاف المهتم بمجال المنشآت الهيدروليكية الباحث السابق بالمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) أن “أغلب شبكات الصرف وقنوات تصريف المياه في غالبية المدن المغربية، وضمنها آسفي، تمّ تصميمها اعتمادا على معطيات وبيانات مناخية قديمة تعود إلى خمسينات وستينات القرن الماضي حين لم يكن مشكل التغيرات المناخية مطروحا”.
ويرى منصوري أن “هذه مسألة خطيرة؛ لأن هذه المعطيات كانت تفترض تساقطات منتظمة وضعيفة، في حين إنه في عصر التغيرات المناخية بتنا نتحدث عن تساقطات مطرية ‘عالية الشدة’ تتساقط في وقت قصير؛ إذ قد تتهاطل 100 مليمتر في غضون ثلاث ساعات فقط”، موردا أن “هذا النوع من الأمطار يتجاوز القدرة الاستيعابية للمنشآت الهيدروليكية بالمغرب”.
ولفت إلى أن “هذه المنشآت تم الشروع في إعادة هيكلتها منذ بداية القرن الـ21، لكنها لم تأخذ بعين الاعتبار عنصر التغيرات المناخية”؛ إذ “اعتمدت على فترة عودة La.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من هسبريس
