ملخص إيران منذ بداية عهدها الإسلامي، سعت إلى توظيف كل ما تملكه من قدرات من أجل إنتاج مشروعها الخاص في الإقليم، وهو مشروع قد يختلف في أدبياته مع أدبيات العهد الملكي الشاهنشاهي، إلا أنه يلتقي معه في أهدافه وأبعاده الساعية إلى تحويل إيران لقوة مهيمنة ومسيطرة في الإقليم على حساب مصالح وسيطرة ودور الدول الفاعلة فيه.
منذ انتصار الثورة الإيرانية، سعى النظام الإسلامي إلى بناء منظومة نفوذ خارج الحدود الجغرافية لإيران، مستفيداً من نظرية سياسية تنطلق من مفهوم العالمية الإسلامية وعلى رأسها ولي الفقيه الذي هو "ولي أمر المسلمين"، مما جعل في البداية من استراتيجية تصدير الثورة المدخل لبناء منظومة نفوذها محاربة الاستكبار العالمي والدول التابعة له سواء دولياً أو على المستوى الإقليمي، واحتلت إسرائيل صلب هذه المواجهة والحرب باعتبارها كياناً دخيلاً على المنطقة والعالم الإسلامي.
LIVE An error occurred. Please try again later
Tap to unmute Learn more وشكلت فلسطين محور هذه الاستراتيجية، من خلال السعي إلى مصادرة قضيتها، فتتحول إيران وثورتها إلى الجهة الوحيدة التي تتولى هذه المهمة، من خلال اتهام الدول الإسلامية والعربية بالتقاعس أو التخلي عن هذه القضية. وهو المشروع أو الرؤية التي تنبه لها مبكراً الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي ذهب في البداية إلى بناء علاقة مختلفة وعميقة مع الثورة الإيرانية، إلا أنه سرعان مع تراجع وانكفأ عندما لمس محاولات مصادرة القرار الفلسطيني الوطني المستقل ووضعه في سياق القرار الإيراني ومصالح طهران الإقليمية والدولية.
هذه الاستراتيجية المبكرة لطهران، كان من المفترض ألا تتحول إلى مادة يستخدمها وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف لإظهار تطهرية بلاده في التعامل مع هذه القضية، عندما حاول القول إن بلاده دفعت أثماناً قرابة الخمسة عقود من أجل قضية تخص الدول العربية، لا علاقة لإيران بها، لأن سلوك ظريف وقراءته الناقصة التي تحاول تسويغ الالتفاف وتوجيه رسائل إلى الأطراف الدولية المعنية بمسألة العداء بين طهران وتل أبيب، لم تكن نيابة عن العرب، بل مشروعاً طموحاً للنظام الإيراني لبناء استراتيجيته الإقليمية وأخذ مكان على الخريطة الدولية.
إيران منذ بداية عهدها الإسلامي، سعت إلى توظيف كل ما تملكه من قدرات من أجل إنتاج مشروعها الخاص في الإقليم، وهو مشروع قد يختلف في أدبياته مع أدبيات العهد الملكي الشاهنشاهي، إلا أنه يلتقي معه في أهدافه وأبعاده الساعية إلى تحويل إيران لقوة مهيمنة ومسيطرة في الإقليم على حساب مصالح وسيطرة ودور الدول الفاعلة فيه. وذهبت إيران الإسلامية إلى خطوة أبعد من خلال تعديل مفهوم "العمق الاستراتيجي" للدولة المتعارف عليه في العلوم السياسية الذي يعرف أو يحدد وحدة الأراضي الوطنية والقومية للدولة والدفاع عنها وردع أي عدوان يهددها، وذهبت أيضاً إلى بناء مفهوم جديد يقوم على إيجاد مناطق فاصلة أو "حائلة" أو نفوذ خارج حدودها، وتحويل مفهوم الردع القومي وتمديده إلى خارج الجغرافيا الخاصة بها.
وهذه الرؤية في تعريف العمق الاستراتيجي، سمحت لإيران بتشكيل حال ردع خارج حدودها وبعيداً منها، حيث استطاعت على مدى العقود الماضية الحفاظ على الأمن القومي من خلال محور المقاومة، واستمرت حال الردع في ظل امتلاك طهران القدرة على التحكم بهذا المحور، وقد سمح إنجاز المحور لمرشد الثورة في التاسع من يناير (كانون الثاني) لعام 2024 أن يتحدث بثقة عن أسباب صمود إيران في مواجهة أعدائها على مستوى التقدم والقدرة وموقعها.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية
