كشف بحث علمي جديد كيف تنجح عضلاتنا في ترميم نفسها يوميًا رغم التمزقات الدقيقة التي تُخلّفها التمارين. فكل انقباض عضلي يسبب جروحا صغيرة في الغشاء الخارجي للألياف، لكن العضلة نادرا ما تتوقف عن العمل، لأن داخلها فريق إصلاح مذهل يبدأ مهمته خلال ساعات فقط.ترميم العضلاتوقاد هذا العمل ويليام رومان، عالم الأحياء الخلوية من جامعة بومبيو فابرا في برشلونة، حيث تتبع كيف تنسق الخلايا العضلية عملية الإصلاح على امتداد أليافها الطويلة. فالعضلة الهيكلية ليست خلية عادية، حيث إن كل ليف عضلي يحتوي آلاف الأنوية، وليست نواة واحدة، لضمان السيطرة على كل جزء من أجزائه.وكان الاعتقاد السائد أن هذه الأنوية ثابتة في أماكنها، لكن التصوير المتقدم أظهر العكس، فالأنوية تتحرك نحو مناطق الإصابة خلال ساعات قليلة، وتعمل كنقاط قيادة متنقلة داخل الخلية. وعندما يسبّب التمزق تدفّق الكالسيوم نحو الداخل، يعيد الهيكل الخلوي ترتيب نفسه، فتسحب بروتينات النقل، مثل الداينين، الأنوية نحو موقع التضرر.هناك، تبدأ الأنوية إنتاج رسائل جينية إضافية (mRNA) تستخدم فورا في بناء بروتينات جديدة لإغلاق التمزق وترميم البنية. وتشير التجارب إلى أن معظم الجروح اليومية الصغيرة تُصلح من داخل الليف العضلي نفسه دون الحاجة لانتظار تدخل الخلايا الجذعية العضلية.كما يلعب الميتوكوندريا القريب من موقع الإصابة دورا حاسما، إذ يوفّر الطاقة ويضبط مستويات الكالسيوم. وترجّح دراسات الشيخوخة العضلية أن تراجع صحة الميتوكوندريا يضعف قدرة العضلة على الشفاء السريع.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
