ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطابا امتد لـ20 دقيقة من المكتب البيضاوي مساء يوم أمس الأربعاء.وسلط الضوء على الكيفية التي يرغب بها البيت الأبيض في بيع سجله في مجال الاقتصاد وقضايا أخرى، وسط مؤشرات سياسية متزايدة الخطورة، بحسب تحليل لشبكة "سي إن إن".ترامب: ورثت فوضى من إدارة ديمقراطيةوفيما يلي بعض النقاط الأساسية من خطاب ترامب:أولًا، قارن ترامب مرارًا خلال الخطاب الأرقام الاقتصادية والتضخمية التي سجلها خلال ولايته، بتلك التي سجلها سلفه، وكانت أرقام الرئيس السابق جو بايدن أسوأ بكثير، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى جائحة كوفيد-19، التي تسببت في اضطرابات اقتصادية وارتفاع التضخم في جميع أنحاء العالم.ولقد وصل ترامب إلى النقطة الأساسية على الفور، حيث بدأ خطابه على النحو التالي: "قبل 11 شهرًا، ورثت فوضى، وأنا أقوم اليوم بإصلاحها، وحدث هذا التضخم المرتفع خلال إدارة ديمقراطية".وبحسب تحليل "سي إن إن"، إنها إستراتيجية منطقية في ظاهرها، فربما سيمنح الأميركيون ترامب مكانًا أكبر إذا اعتقدوا أنه تعرض لمثل هذه الوضع السيئ حقًا.لكن يبدو أن البيع صعب حقًا في الوقت الحالي. ففي نهاية المطاف، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "فوكس نيوز" مؤخرًا أن عدد الناخبين المسجلين الذين قالوا إن ترامب مسؤول عن الظروف الاقتصادية الحالية (62%) يبلغ ضعف عدد الناخبين المسجلين الذين قالوا نفس الشيء عن بايدن (32%). وتشير البيانات إلى أن الأرقام الاقتصادية لترامب قريبة من حيث كان بايدن في أدنى مستوياته.مخاوف الأميركيينثانيًا،يبدو أن مستشاري ترامب يريدون منه بشدة أن يقضي المزيد من الوقت في معالجة مخاوف الأميركيين، بشأن القدرة على تحمل التكاليف، بدلًا من مجرد محاولة إقناع الناس بأن الأمور رائعة، وهو ما لا تصدقه الغالبية العظمى.لكن ترامب أشار أيضًا إلى أنه ليس مهتمًا جدًا بالاستماع إلى نصائحهم، ويبدو أنه بات يمل من هذا الموضوع.وربما كان الخطاب المكتوب ليلة الأربعاء أقرب إلى ما كان يدور في ذهن هؤلاء المستشارين، لأنه لم يكن في الغالب حديث ترامب السعيد. ولكن يبدو أيضًا ومرة أخرى، أن ترامب لم يكن حاضرًا فيه حقًا، فقد كان أسلوبه في الإلقاء فوضويًا.وأنهى الرئيس خطابه بسرعة كبيرة وبدا وكأنه يصرخ، وكان صوته مشوهًا في بعض الأحيان. وتعثر مرارًا وتكرارًا.وفي مرحلة ما، عندما كان ترامب يطرح أرباحًا جديدة بقيمة 1776 دولارًا لأعضاء الجيش، قرأ في البداية عدد أفراد الخدمة (1.45 مليون) على أنه "أكثر من 1450 ألفًا".فوضى واقعية مميزةثالثًا،من المؤكد وبحسب التحليل، أن خطاب ترامب لم يكن استثناءً، كما كتب دانييل ديل من شبكة "سي إن إن". فحتى في الدقيقة الأولى من خطابه، ادعى ترامب كذبًا أنه تولى منصبه مع "التضخم الأسوأ منذ 48 عامًا"، وقد يقول البعض الأميركيين: "كان معدل التضخم في ذلك الوقت نحو 3%، وهو بعيد كل البعد عن الأسوأ في التاريخ". وزعم بعد ذلك أن إدارة بايدن سمحت لنحو 12 ألف قاتل بعبور الحدود، وهو ادعاء كاذب، كما ادعى أنه تم انتخابه "بأغلبية ساحقة في عام 2024"، وهو فعليًا لم يحصل حتى على أغلبية الأصوات الشعبية، وكان هامش تصويته الانتخابي منخفضًا، تاريخيًا.ومضى ترامب في تكرار سلسلة من الادعاءات التي يقدمها بانتظام، بما في ذلك أنه خفض بطريقة أو بأخرى أسعار الأدوية بمئات النقاط المئوية، وهو أمر غير ممكن، بحسب التحليل.كما بالغ بشكل كبير في تقدير حجم الجريمة والهجرة غير الشرعية في عهد بايدن، فضلًا عن سجله الخاص في إنهاء الحروب.مخاوف البيت الأبيض
وأخيرًا،يبدو أن البيت الأبيض قرر وضع قائمة طويلة من النقاط المثيرة للجدل، والتي تكشف عن مدى التوتر الذي يشعر به بشأن مكانته السياسية ورسائله الاقتصادية.وفي الواقع، قال ترامب في حواره معكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي ويلزبعد الخطاب، إن "ويلز أخبرته أنه يتعين عليه إلقاء هذا الخطاب".(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
