يستعد المنتخب المغربي، اليوم الخميس، لخوض واحدة من أقوى وأصعب مبارياته في بطولة كأس العرب قطر 2025 ، عندما يواجه نظيره الأردني، الذي نجح في فرض نفسه كأحد أقوى المنتخبات العربية خلال هذه النسخة.
وتمكن المنتخبان، خلال مختلف أطوار المنافسة، من تأكيد جدارتهما واستحقاقهما بلوغ المباراة النهائية، في سيناريو نادر يُنصف أفضل منتخبين في البطولة.
الأسود .. الشهية تأتي مع الأكل
وبصم المنتخب المغربي على حضور قوي، حيث تمكن من تجاوز دور المجموعات برصيد 7 نقاط، جمعها من فوز على منتخب جزر القمر بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وتعادل سلبي أمام منتخب عُمان، وانتصار بهدف دون رد على المنتخب السعودي، ليتصدر مجموعته.
وفي ربع النهائي، تغلب أسود الأطلس على المنتخب السوري بهدف نظيف، قبل أن يضرب موعدًا مع أحد أقوى المرشحين، المنتخب الإماراتي، ليتمكن الانضباط التكتيكي وخبرة المنتخب المغربي من تأكيد تفوقهما، وتسحم كتيبة طارق السكتيوي التأهل إلى النهائي بثلاثية نظيفة.
النشامى.. مسار مثالي
وفي الجهة المقابلة، قدّم المنتخب الأردني واحدة من أقوى مشاركاته في البطولة، بعد أن نجح ولأول مرة في تاريخه في بلوغ المباراة النهائية.
فعلى الرغم من وقوعه في واحدة من أصعب مجموعات البطولة، تمكن النشامى من تحقيق المفاجأة بتصدرهم المجموعة بالعلامة الكاملة، في رسالة واضحة تظهر مدى قوة هذا المنتخب ونضجه التكتيكي.
وافتتح المنتخب الأردني رحلته في البطولة بانتصار على المنتخب الإماراتي بهدفين دون رد، في مباراة أظهرت الانسجام الكبير لكتيبة المدرب المغربي جمال السلامي، قبل أن يتفوق على المنتخب الكويتي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد, ويختتم دور المجموعات بفوز عريض على المنتخب المصري بثلاثية نظيفة، أكد من خلالها علو كعبه وجاهزيته للمنافسة على اللقب.
وفي الأدوار الإقصائية، واصل المنتخب الأردني تألقه، متجاوزًا المنتخب العراقي في ربع النهائي بهدف نظيف، قبل أن يكرر النتيجة نفسها أمام المنتخب السعودي في نصف النهائي.
لغة الأرقام.. انضباط تكتيتكي صارم
وعلى مستوى الأرقام، سجّل المنتخب المغربي 8 أهداف خلال أطوار البطولة، مقابل استقبال هدف وحيد في المباراة الافتتاحية أمام جزر القمر، ما يعكس قوة المنظومة الدفاعية التي يعتمدها المدرب طارق السكتيوي، المبنية على الانضباط التكتيكي، وبناء الهجوم من الخلف، واللعب على التحولات السريعة المرتدة، إلى جانب السيطرة على وسط الميدان من أجل التحكم في نسق المباريات.
من جانبه، حقق المنتخب الأردني الفوز في جميع مبارياته، مسجّلًا 10 أهداف، مقابل تلقي هدفين فقط، في مؤشر واضح على تقارب المستوى بين المنتخبين، خاصة أن النشامى يعتمدون أسلوبًا مشابهًا إلى حد كبير للمنتخب المغربي، تأثرًا بالمدرسة التدريبية المغربية التي طبعت مسارهم في السنوات الأخيرة.
إنجازات الأردن.. صنع في المغرب
فبعد التجربة الناجحة مع المدرب الحسين عموتة، الذي قاد الأردن إلى نهائي كأس آسيا لأول مرة في تاريخه، واصل المدرب المغربي جمال السلامي البناء على هذا المشروع، وقاد المنتخب الأردني إلى التأهل لكأس العالم، وها هو اليوم يضعه في نهائي كأس العرب أمام المنتخب المغربي.
هذا التشابه الكبير في الأسلوب، والمعرفة الدقيقة لجمال السلامي بخبايا الكرة المغربية، ومستوى وقدرات اللاعبين المغاربة، يضع المدرب طارق السكتيوي أمام اختبار تكتيكي معقد، يفرض عليه البحث عن حلول مبتكرة لتفادي أي مفاجآت غير متوقعة، خاصة في ظل توفر المنتخب الأردني على مجموعة مهمة من اللاعبين القادمين من المنتخب الأول والمحترفين في الدوريات الأوروبية، ما يزيد من صعوبة المهمة على المنتخب الوطني.
وتُجرى المباراة النهائية، اليوم الخميس، في الساعة الخامسة عصرا على أرضية ملعب لوسيل بالعاصمة القطرية الدوحة، وهو الملعب ذاته الذي احتضن نهائي كأس العالم قطر 2022 بين الأرجنتين وفرنسا، والذي يحتفظ الشارع المغربي بذكريات جميلة عنه، ويطمح إلى تجديدها من خلال التتويج بهذا اللقب العربي, قبل خوض غمار المسابقة الإفريقية.
هذا المحتوى مقدم من مدار 21
