سؤال عدمي ساذج والجواب اليوم يكتب على أرض الواقع لا في المقاهي ولا على الفيسبوك.
اليوم الرباط ممتلئة عن آخرها.
فنادق خمسة نجوم محجوزة، بوكينغ فارغ، شقق مفروشة نادرة، جماهير أجنبية ومغربية تبحث بصعوبة عن مبيت، قطارات ليلية إضافية، وحركة اقتصادية لم تعرفها العاصمة من قبل.
هذا هو الجواب العملي على أولئك الذين ظلوا يرددون بنبرة العجز:
ما الفائدة؟ مجرد كرة!
* الفائدة اسمها اقتصاد مباشر:
فنادق، مطاعم، نقل، كراء، تشغيل، عملة صعبة، فرص شغل مؤقتة ودائمة.
* الفائدة اسمها إشعاع دولي:
ملايين المشاهدين، صحافة عالمية، جماهير تعود لاحقاً كسياح، صورة بلد قادر على التنظيم لا على الشكوى.
* الفائدة اسمها بنية تحتية:
قطارات، طرق، ملاعب، خدمات أشياء تبقى بعد صافرة النهاية، لا تختفي مع البطولة.
* الفائدة اسمها كشف الخلل:
نعم، لدينا بعض الخصاص وهذا بالضبط ما تفعله التظاهرات الكبرى:
تكشف النقص، وتحرك الاستثمار، وتُجبر الدولة والخواص على التوسع والاستعداد للأكبر مونديال 2030.
العدمي لا يرى إلا الكلفة، أما الدول الطموحة فترى العائد الاستراتيجي.
من لا يفهم لماذا تستثمر الدول في الرياضة الكبرى،لن يفهم أبداً لماذا تُبنى الدول أصلاً.
كأس إفريقيا ليست عبئاً على المغرب، بل مرآة تكشف حجمه الحقيقي
ومنزعج منها، منزعج لأن المغرب يتحرك وهو يفضل الجمود.
انتهى الكلام.
هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى
