أعادت تصريحات مصطفى حجي، أسطورة كرة القدم المغربية، فتح نقاش واسع داخل الأوساط الرياضية والإعلامية في إسبانيا، بعدما اعتبر أن لامين يامال، نجم نادي برشلونة، ارتكب قرارا خاطئاً باختياره تمثيل المنتخب الإسباني بدلا من المنتخب الوطني المغربي على الصعيد الدولي، وهو التصريح الذي أثار ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض.
وفي حديثه خلال مقابلة مع قناة العربية الرياضية، شدد حجي على أن الانتماء العاطفي لا يمكن تعويضه بالنجاح الرياضي فقط، قائلا: حتى لو لعب يامال مع إسبانيا، فإن المحبة التي سيحصل عليها من الإسبان لن تكون مثل محبة المغاربة له أبدا. هذا شيء مؤكد .
ولم يتوقف الجدل عند حدود التصريح، بل وجد صداه سريعا في الصحافة الإسبانية، حيث تناولت صحيفة لاراثون الموضوع، مذكرة بأن لامين يامال عبر في مناسبات عدة عن رغبته في تمثيل إسبانيا، البلد الذي ولد وترعرع فيه كروياً.
وأشارت الصحيفة، إلى أن اللاعب الموهوب ينحدر من أب مغربي وأم من غينيا الاستوائية، ما جعله محط اهتمام عدة منتخبات قبل أن يحسم قراره النهائي لصالح لا روخا .
ولم يخف مصطفى حجي، الدولي المغربي السابق وأحد أبرز نجوم أسود الأطلس في تسعينيات القرن الماضي، استياءه من هذا الاختيار، معتبرا أن البعد الإنساني والعاطفي كان يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.
وأضاف في المقابلة ذاتها: إنه لأمر محزن، لأنه كما قرأت مؤخراً في صحيفة إسبانية، كان بعض الصحفيين يقولون: لدينا بيدري، ونحن نحب بيدري، ونحب يامال، لكننا لا نحبه بقدر حبنا لبيدري. وهذا يعني أنه كان مخطئاً ، وهو ما فهم، على أنه إشارة إلى صعوبة حصول اللاعبين من أصول غير إسبانية خالصة على نفس المكانة الرمزية داخل الوجدان الجماهيري.
بدوره، سلط موقع SI الرياضي الإسباني، الضوء على تصريحات حجي البالغ من العمر 54 عاما، معتبرا أنها هزت الإعلام الرياضي في الساعات الأخيرة، خاصة وأنها صدرت عن اسم وازن في تاريخ كرة القدم الإفريقية.
وذكر الموقع بمسار حجي الحافل، حيث خاض 63 مباراة دولية بقميص المنتخب الوطني، سجل خلالها 13 هدفا، وشارك في نهائيات كأس العالم سنتي 1994 و1998، قبل أن يتوج في الأخيرة بجائزة أفضل لاعب كرة قدم إفريقي، متفوقا على أسماء بارزة مثل جاي جاي أوكوشا وصنداي أوليسيه.
ويرى حجي، وفق ما نقلته المنصات الإعلامية، أن اختيار يامال تمثيل إسبانيا يُعد فرصة ضائعة، خصوصا في ظل الطفرة التي يعرفها أسود الأطلس على مستوى النتائج والحضور القاري والعالمي، وهو الرأي الذي تقاسمه أيضا موقع soccerladuma ، الذي أشار إلى أن أسطورة الكرة المغربية لم يرق له قرار اللاعب الشاب، معتبرا أن عدم حمله القميص الوطني المغربي حرم الجماهير من موهبة استثنائية كان بإمكانها أن تضيف الكثير للمنتخب.
وبينما يرى البعض أن تصريحات حجي تعكس حرقة نجم سابق على موهبة اختارت طريقا آخر، يعتبر آخرون أن لامين يامال مارس حقه الطبيعي في اختيار المنتخب الذي يشعر بالانتماء إليه، بعيدا عن الضغوط العاطفية أو الجماهيرية.
وبين هذا وذاك، يبقى الجدل مفتوحا، في انتظار ما ستسفر عنه مسيرة اللاعب الشاب مع المنتخب الإسباني، وما إذا كان الزمن سيؤكد صواب قراره أو يمنح تصريحات مصطفى حجي بعدا أكثر عمقا.
هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24
