عامان مرا على تولي حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدّى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم، وهي فترة قصيرة جداً في أعمار الدول والشعوب، ومع ذلك فقد شهدت تلك الفترة تحقيق إنجازات هائلة، وقفزات واسعة في مختلف الميادين، ما كان لها أن تتحقق لولا سياسة الحزم والحسم التي ينتهجها كبير الكويت وربّانها، الذي لا يعرف التردد، ولا التراجع، بل هو نفسه الإقدام والجسارة والثقة والقوة في مواجهة القضايا وفي معالجة المشكلات التي ظن البعض حينا من الدهر انها تستعصي على التناول، أو تعلو على القدرات والطاقات.
لقد شهدت الكويت منذ ديسمبر 2023 ألوانا شتى من التطوير والاستقرار والتحديث والإصلاح التي لم تشهد مثلها في عشرات السنين، وذلك بفضل الرؤية الثاقبة والسياسة الواضحة، والشفافية الكاملة، التي اعتمدها حضرة صاحب السمو نهجا ومسلكا، والتي عرف من خلالها القاصي والداني وأدرك كل الإدراك، أن الكويت فوق الجميع، وأن مصلحتها وسلامتها قبل مصلحة ومنفعة الأفراد والأشخاص مهما كانت مكانتهم، ومهما بلغ حجمهم، فهي الوطن الآمن المستقر لمن يحفظها ويرعى حرمتها، ويصون أمنها، وفي الوقت نفسه هي العصيّة على المزورين والمتآمرين، فلا مكان فيها لخارج على القانون أو مستبيح للثوابت أو متطاول على عزها، ومجدها التليد الذي بناه الآباء والأجداد بالجهد والعرق والكفاح، وليس بالشعارات الجوفاء، والكلام المنمق الذي قد يدغدغ العواطف والمشاعر، ولكنه لا يحفظ أمنا ولا يبني مستقبلا، ولا يصنع غدا أفضل للأبناء والأحفاد.
وإذا كان البعض يرى فيما تحقق خلال السنتين الماضيتين، خرقاً للعادات، وخروجا على المألوف من حيث حجم الإنجازات، وتنوعها، وكثرة الأعمال وشمولها، فإن من يعرف شخصية صاحب السمو عن قرب لا يرى في الأمر غرابة، ولا يجد ما يثير الدهشة، لأن كبير الكويت درج على الإنجاز في كل مسؤولية تحملها، وفي كل موقع أشرف عليه، طوال أكثر من ستة عقود أمضاها مقاتلاً وبنّاءً في الداخلية وفي الحرس الوطني وفي غيرهما، من أجل تلبية تطلعات الشعب والحفاظ على أمن واستقرار الوطن.
والمتأمل في تلك الشخصية العظيمة، شخصية حضرة صاحب السمو، التي تحدرت من جذور أسرة عريقة كريمة، يجد أنها ورثت عن أسلافها الكبار، أمانة المسؤولية، والقدرة الفائقة على المواجهة، والسعي الحثيث إلى اجتثاث المعوقات التي يمكن أن تعرقل المسيرة أو تؤخر الوصول إلى الهدف، مهما بلغت تلك المعوقات كمّاً ونوعاً، طولاً وعرضاً، إيمانا منهم بأن بتر العوائق وردم الحفر خير من تغطيتها، أو السكوت عنها لأن البتر والردم، وإن كانا مجهدين ومتعبين، فإنهما يقيان من السقوط في آبار التخلف أو متاهات التراجع وصحاري الجمود.
والمتأمل كذلك يجد أن صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله تعالى ورعاه - جمع في قيادته الحكيمة بين الحزم والحسم من جهة، والتؤدة والإنسانية من جهة ثانية، والتجديد والتطوير من جهة ثالثة، مستنداً في كل ذلك إلى دستور راسخ، وإرادة شعب وفيّ لبلده وحكامه، حريص على أمنه وحاضره ومستقبله، فراح يوما بعد يوم يجدد عهد الوفاء والولاء للوطن وللأمير، وراح يبارك خطوات قائده التي تترجم آماله وطموحاته، وتحولها إلى واقع ملموس، بعد أن كانت أمانيّ وأحلاما وردية، ظن البعض أنها ستبقى رؤى.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من جريدة النهار الكويتية
