تراجع الين الياباني بشكل طفيف خلال تعاملات الجمعة، بعد أن نفّذ بنك اليابان رفعاً متوقعاً على نطاق واسع لأسعار الفائدة، فيما اتجهت أنظار الأسواق إلى المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك في وقت لاحق من اليوم، بحثاً عن مؤشرات أوضح بشأن قدرة البنك على مواصلة رفع الفائدة خلال العام المقبل. وانخفض الين 0.25% إلى 155.94 ين للدولار، عقب قرار بنك اليابان رفع سعر الفائدة الأساسي إلى 0.75% مقارنة بـ0.5%، في خطوة كانت ممهدة بوضوح من صانعي السياسات، ما دفع المتداولين إلى بيع العملة فور صدور القرار.

في المقابل، ارتفع اليورو 0.2% إلى 182.78 ين، كما صعد الجنيه الإسترليني 0.2% إلى 208.51 ين، ليستقرّ كلاهما قرب مستوياتهما التي سبقت قرار بنك اليابان.

الأسواق تترقّب إشارات أويدا وقال بارت واكاباياشي، مدير فرع طوكيو في بنك ستيت ستريت، إن رد فعل السوق يعكس نقاشاً أوسع حول الخطوات المستقبلية لبنك اليابان، وأضاف أن البنك لا يبدو ملتزماً بشكل قاطع برفع آخر للفائدة، رغم وجود توافق عام على أن مستوى الفائدة المحايد يتراوح حالياً بين 1% و1.25%، مشيراً إلى أن الوصول إلى هذا المستوى قد يكون أكثر صعوبة.

وأكد بنك اليابان أن أسعار الفائدة الحقيقية لا تزال منخفضة «بشكل ملحوظ» حتى بعد الرفع الأخير، متعهداً بمواصلة تشديد السياسة النقدية إذا جاء أداء الاقتصاد والتضخم متماشياً مع التوقعات.

ويرى المتعاملون أن المسار المستقبلي لليـن سيتحدد إلى حد كبير بناءً على ما سيعلنه محافظ بنك اليابان كازو أويدا خلال مؤتمره الصحفي المقرر في وقت لاحق اليوم، الذي من المنتظر أن يوضح فيه رؤيته لمسار أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.

اليورو يتراجع مع غياب الرؤية الأوروبية وكان الدولار قد تراجع مؤقتاً خلال الليل عقب انخفاض حاد وغير متوقع في التضخم في أميركا، غير أن المستثمرين أبدوا شكوكاً حيال دقة البيانات، بسبب تعطل جمعها أثناء إغلاق الحكومة الأميركية، ما أدى إلى تلاشي أثر التحرك سريعاً.

واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.3374 دولار بعد أن خفّض بنك إنجلترا أسعار الفائدة إلى 3.75%، كما كان متوقعاً، إلا أن القرار جاء بفارق تصويت ضيق أكثر مما قدّره السوق، وهو ما قد يحد من مساحة المزيد من التيسير النقدي.

أما اليورو، فاستقر عند 1.1719 دولار في التعاملات الآسيوية، متأثراً بغياب توجيه مستقبلي واضح من رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، التي أكدت أن جميع الخيارات لا تزال مطروحة، في رسالة اعتُبرت كبحاً للأصوات الأكثر تشدداً داخل البنك.

وأشار محللون في بنك أستراليا ونيوزيلندا إلى أن تصريحات متشددة سابقة من بعض صانعي السياسات الأوروبيين دفعت الأسواق إلى إعادة تقييم مسار السياسة النقدية، إلا أن النبرة المتوازنة الأخيرة تشير إلى أن الرأي القائل بأن الخطوة التالية ستكون رفعاً للفائدة لا يحظى بإجماع داخل المجلس، وأبقى البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة دون تغيير عند 2%.

عملات أخرى وسياسة أوروبية وعلى الصعيد السياسي، قرر قادة الاتحاد الأوروبي اقتراض أموال لتمويل دفاع أوكرانيا ضد روسيا على مدى العامين المقبلين، بدلاً من استخدام الأصول الروسية المجمّدة، متجنبين خلافات داخلية حول خطة غير مسبوقة لتمويل كييف.

وفي أسواق العملات الأخرى، استقر الكرون النرويجي بعد أن أبقى البنك المركزي سعر الفائدة عند 4%، مشيراً إلى عدم استعجاله خفض الفائدة، كما لم يشهد الكرون السويدي تحركات تُذكر عقب تثبيت الفائدة.

وتراجع الدولار الأسترالي 0.1% إلى 0.6607 دولار، بينما انخفض الدولار النيوزيلندي 0.24% إلى 0.5761 دولار، وفي آسيا حافظ اليوان الصيني على تماسكه قرب أعلى مستوى له منذ أكثر من عام، في حين ظل الوون الكوري الجنوبي تحت ضغوط بيع مستمرة.

العملات الرقمية ترتد صعوداً

وفي سوق الأصول الرقمية، ارتفعت بيتكوين 1.3% إلى 86,718.92 دولار، فيما صعدت إيثر بأكثر من 3% لتسجل 2,914.43 دولار.

(رويترز)

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية