في حوارٍ حصري مع فوربس، يوضح رضوان ساجان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة دانوب، كيف قاد مسيرة توسع دانوب لتتحول إلى مجموعة متنوعة القطاعات، ما عزّز مكانتها كأحد أبرز المطورين في القطاع الخاص بـ دبي. ويُعد أحدث مشاريعها، البرج الحامل للعلامة التجارية لشاروخان، إحدى أهم محطات دانوب العقارية وأكثرها طموحًا حتى اليوم.. للمزيد

رسخت دبي على مدى عقود مكانتها كعاصمة لريادة الأعمال في المنطقة، دون أي مؤشرات على التباطؤ. ففي النصف الأول من عام 2025، انضمت أكثر من 35 ألف شركة جديدة إلى غرفة تجارة دبي، بنمو سنوي بلغ 4%، بينما دعمت الغرفة 60 شركة محلية للتوسع عالميًا؛ بنمو قدره 76% مقارنةً بـ 34 شركة تم دعم توسعها في الأسواق الخارجية خلال الفترة نفسها من عام 2024. ومع استحواذ دبي على أكثر من 90% من الشركات الناشئة في الإمارات، تواصل الإمارة جذب نخبة المبتكرين، ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، مدفوعة بأجندة دبي الاقتصادية 2033، الهادفة إلى مضاعفة اقتصادها بحلول عام 2033.

ومن رواد الأعمال الذين شكّلت نهضة دبي نجاح مسارهم المهني، رضوان ساجان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة دانوب. فعلى مدى 3 عقود، حوّل ساجان شركته من نشاط متواضع في مواد البناء، إلى تكتل متعدد القطاعات يشمل: مواد البناء، والأثاث المنزلي، ومنتجات تحسين المنازل، والعقارات. وفي عام 2024، بلغ حجم مبيعات المجموعة 2.2 مليار دولار، مع محفظة تضم أكثر من 50 ألف منتج، لتصبح اليوم من أبرز الأسماء التجارية في المنطقة.

برج فاخر يحمل اسم أيقونة بوليوود شاروخان في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كشفت دانوب عن أحد أكثر مشاريعها العقارية طموحًا حتى الآن: أول برج تجاري فاخر ومتكامل بارتفاع 55 طابقًا على شارع الشيخ زايد، يحمل اسم أيقونة بوليوود شاروخان. وسيضم مشروع "شاروكز من دانوب" أكثر من 40 مرفقًا عالمي المستوى، ومن المخطط إنجازه في يونيو/ حزيران 2029. في حين يأتي إطلاق البرج احتفاء بمرور 33 عامًا على مسيرة شاروخان، وعلى نجاحات دانوب. يقول ساجان: "يحمل البرج اسم أسطورة حية، وقد صُمم ليكون معلمًا لا يضاهى، وأصلًا مميزًا بحق، ووجهة تستحق الاستثمار". وقد حقق المشروع بيعًا كاملاً عند إطلاقه في دبي، مع قيمة تطوير إجمالية بلغت نحو 572 مليون دولار حتى ديسمبر/ كانون الأول 2025.

رحلة ساجان الريادية امتدت رحلة ساجان الريادية على مدى 40 عامًا، من مومباي إلى الكويت ثم إلى دبي، حيث يقيم إلى الآن. وقد نشأ ساجان في مومباي، وتولى مسؤولية إعالة أسرته عبر أعمال بسيطة، بعد فقدانه والده في سن السادسة عشرة. يستعيد تلك المرحلة قائلًا: "لم تكن هناك نقطة تحول واحدة أو فاصلة، بل سلسلة من اللحظات الصغيرة. وإن بيع الحليب والكتب لإعالة أسرتي علّمني قيمة العمل الجاد".

في الكويت، حيث حصل على أول فرصة مهنية عبر عمه، بدت ملامح الاستقرار واضحة؛ زواج وحياة مستقرة. لكن اندلاع حرب الخليج قلب المسار رأسًا على عقب، ودفعه للبدء من جديد في دبي. يقول: "هناك بدأت رحلتي الحقيقية". وبعد عام واحد من العمل لدى شركة في قطاع مواد البناء، اتخذ قراره الحاسم بتأسيس شركته الخاصة، التي تطورت لاحقًا لتصبح مجموعة دانوب.

تأسست دانوب عام 1993 كشركة تجارية صغيرة، ونمت بثبات تحت قيادة ساجان. يقول: "كانت كل خطوة مدروسة؛ بدأنا بالمشتريات والتجارة، ثم توسعنا إلى قطاع مواد البناء". واليوم، تعد دانوب من أبرز الموردين في المنطقة. كما تدير المجموعة حاليًا أكثر من 73 صالة عرض في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لشركاتها: دانوب لمواد البناء، ودانوب هوم، و(Case Milano) و(Milano). في حين احتل ساجان المرتبة العاشرة ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط "قادة الشركات العقارية الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط لعام 2025"، لقيادته ذراع التطوير العقاري التابعة للمجموعة "دانوب بروبرتيز".

ويُرجع ساجان نجاحه إلى قدرته على تحديد ثغرات السوق. يوضح بقوله: "لم أحصل على التدريب المهني، لكنني كنت أتمتع بفطنة تجارية. وحينها كان قطاع مواد البناء يعمل بأسلوب تقليدي للغاية".

ففي وقت تأسيس المجموعة، كان السوق يفتقر إلى التوجيه الكافي للعملاء؛ إذ كان المشترون يزورون المتاجر الصغيرة، ويطلبون المواد، ثم يستلمونها من المستودع، ويدفعون ثمنها دون أي استشارة أو توعية بالمنتج. وقد بدأ ساجان بالبحث عن مصادر عالمية وحضور المعارض، مقدمًا حلول جديدة للسوق. يقول: "وفرت لنا المنتجات الجديدة ميزة تنافسية، وأتاحت للعملاء خيارات أفضل".

صعوبات وتحديات مع ذلك، لم يكن النمو سهلًا. يعترف ساجان: "كان التحدي الأكبر هو المال؛ فلم يتوافر لديّ رأس مال كافٍ. وكانت هناك فرص للتوسع، لكن لم أملك الموارد المالية اللازمة، وما كان بحوزتي سوى المثابرة والقدرة على إقناع الآخرين". حينها أصبحت المصداقية محور كل شيء بالنسبة له، يضيف: "لا تزال السمعة هي الأهم؛ فعندما تكون راسخة، يتبعها كل شيء آخر".

تسارعت وتيرة التوسع عام 2006، مع إطلاق علامة (Milano) التي تركز على الجودة والتصميم وسهولة الوصول للأدوات الصحية والتجهيزات المنزلية، تحت إشراف شقيقه أنيس ساجان، نائب رئيس مجلس الإدارة مجموعة دانوب، الذي يقود عمليات التوريد العالمية. وسُجّلت العلامة في إيطاليا لتعزيز مصداقيتها، وقدمت منتجات أقل كلفة بنسبة تتراوح من 30% إلى 40% مقارنة بالعلامات الفاخرة المنافسة، مع الالتزام بمعاييرها أو تجاوزها. فأسهمت هذه الاستراتيجية في تعزيز حضور المجموعة بشكل كبير.

التوسع إلى قطاع العقارات وعلى الرغم من تأسيسه إحدى أكبر شركات مواد البناء والأثاث ومنتجات تحسين المنازل في الخليج، انتظر ساجان حتى عام 2014 لدخول سوق العقارات. يقول: "استغرب كثيرون هذا القرار، إذ رأوا أن دخولي إلى هذه السوق جاء متأخرًا بالنظر إلى خبرتي في المجال". لكنه يوضح سبب تجنّبه الانخراط في السوق خلال طفرة منتصف الألفية الثانية، حين ارتفعت الأسعار بوتيرة عالية. ويضيف: "عندما ترتفع الأسعار بهذه السرعة، نادرًا ما يكون ذلك مستدامًا. فضّلت الانتظار حتى يهدأ السوق، وعندها أدركت أن الوقت قد حان".

كما أسهمت الإصلاحات التنظيمية التي قادتها دائرة الأراضي والأملاك في دبي، ومؤسسة التنظيم العقاري التابعة، في تعزيز هيكل السوق، ورفع مستويات الحوكمة والمساءلة. وفي ظل هذا المناخ الأكثر انضباطًا، بيعت وحدات المشروع الأول لدانوب جميعها، الذي ضم نحو 171 فيلا ضمن مشروع (Dreamz by Danube) فور طرحها.

توفير عقارات بأسعار في المتناول في تلك الفترة، واجه العديد من الوافدين من الطبقة المتوسطة، صعوبة في الحصول على التمويل المصرفي. وبينما ركز معظم المطورين على المشترين ذوي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من فوربس الشرق الأوسط

منذ 4 ساعات
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 18 دقيقة
صحيفة الاقتصادية منذ 17 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 16 ساعة
فوربس الشرق الأوسط منذ 4 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعة
منصة CNN الاقتصادية منذ ساعتين