رجل لا يتصنّع الوقار ولا يرتدي قناع الحكمة مؤقتًا بل هو على حقيقته

إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا﴾

قاعدةٌ لا تخذل، وسُنّةٌ لا تحيد.

كلمات من قبيل: الإخلاص في العمل، أتمنى ألا أكون قد ظلمت أحدًا في الاختيارات، رضا الله ورضا الوالدين، الاحترام لم تكن عباراتٍ للاستهلاك الإعلامي، بل ملامح شخصية خرجت بعفوية من لسان مدربٍ خلوق، طارق السكتيوي، في تصريحاته ومؤتمراته خلال كأس العرب.

الرجل، بشهادة من يخالطونه من لاعبين وإداريين، لا يتصنّع الوقار أمام الكاميرات، ولا يرتدي قناع الحكمة مؤقتًا، بل هو على حقيقته، تواضع، هدوء، أخلاق، وحسن تعامل في الكواليس كما في الواجهة.

وحين تجتمع القيم مع الكفاءة، يصبح النجاح نتيجة طبيعية لا صدفة عابرة.

السكتيوي أضاف إلى نجاحاته السابقة انجازا كبيرا في ظروف صعبة، قادنا إلى التتويج بكأس العرب بعقلٍ يعرف الكرة، وقلبٍ يعرف المعنى نجاحه لم يكن صاخبًا، ولا استعراضيًا، بل هادئًا، يشبهه كثيرًا ولذلك كان أصدق.

في بداية المشوار، لم يكن المنتخب مطمئنًا في أدائه؛ أحيانًا حذرًا، وأحيانًا مرتبكًا، رغم النتائج الإيجابية. المباراتان الأوليان (النصف الثاني أمام جزر القمر ومواجهة عُمان) جعلا منسوب الترشيحات ينخفض، بينما ارتفع سقف التوقعات عند منتخبات أخرى، في مقدمتها المنتخب الأردني، صاحب الدفاع الصلب الذي اهتزت شباكه ثلاث مرات في النهائي أكثر مما تلقاه في خمس مباريات متتالية.

منذ مواجهة سوريا، بدأت تظهر الإمكانات الحقيقية، واللمسة، والموهبة المغربية الخالصة.

شبه إجماع على أن ثنائية سعدان وبوفتيني منحت إحساسًا نادرًا بالأمان: على الأرض، في الهواء، وفي لحظات الضغط القصوى.

بولكسوت وحريمات وبكل قناعة، لاعبان تمنّيت لو مُنحا فرصة خوض كأس إفريقيا، لا مجاملة ولا مجازفة، يمتلكان لمسة فنية مختلفة وخبرة إفريقية لا تُشترى، تسهيل انخراطهما في مجموعة موهوبة مثل التي نتوفر عليها كانت طاقاتهما و الجوع للانتصارات و الالقاب الذي يظهر عليهما لا يمكن إلا ان يكونا مفيدين.

لا جدوى من فتح الجدل الآن، حتى وإن كان هناك ما يُقال. وليد قال كلمته واختار رجاله الذين سيخوض بهم المعركة القارية. لكن الإنصاف يقتضي القول إن بعض الأسماء المحلية كانت، على الأقل، تستحق فرصة حقيقية لتُظهر قدرتها على العطاء وسط كوكبة من الأفضل، لا خارجها، رغم الاتفاق العام على تواضع المنتوج المحلي.

هذه البطولة لم تُثبت إلا حقيقة واحدة:

المغرب ليس بلد مواهب عابرة، بل منجم لا ينضب، الخزان ممتلئ، والمستقبل لا ينبغي أن يكون مجرد وعد، بل واقعًا يتجدّد فوق منصات التتويج.


هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جريدة كفى

منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
هسبريس منذ 12 ساعة
هسبريس منذ 9 ساعات
هسبريس منذ 4 ساعات
هسبريس منذ 13 ساعة
أشطاري 24 منذ ساعتين
هسبريس منذ ساعة
هسبريس منذ 11 ساعة
العربية - المغرب العربي منذ 6 ساعات