أنعشت التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفها المغرب خلال الأيام الماضية حظوظ المملكة في تسجيل موسم فلاحي إيجابي، يدعم النمو الاقتصادي ويعزز إحداث فرص الشغل بشكل يتوافق وتوقعات قانون المالية، غير أن العجز المطري ما زال قائماً بالمقارنة مع المواسم التي تعتبر عادية ، ما يطرح تساؤلات حول مدى اكتفاء الأراضي الزراعية بالأمطار الأخيرة لتحقيق الموسم المنشود.

مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، لفت في آخر ندوة صحافية عقدتها إلى استمرار العجز المطري، رغم أهمية التساقطات الأخيرة، حيث بلغ الأخير نسبة 27 في المئة مقارنة بالمعدل الطبيعي.

وسجلت مقاييس التساقطات المطرية بالمملكة خلال الأيام الماضية أرقاماً مهمة، بلغت الثلاثاء الماضي ذروتها، حسب المديرية العامة للأرصاد الجوية، لتصل إلى 57 ملم بطنجة، و27 بالعرائش و25 بالقنيطرة، في حين سجلت كل من سلا 22 ملم والجديدة 21 ملم والرباط وبن سليمان وفاس 17 ملم.

تواصلت جريدة مدار21 مع فلاحين من مناطق مختلفة، أجمعوا على أن الأمطار الأخيرة غير كافية للجزم في جودة الموسم الفلاحي، وأن الحاجة ما تزال موجودة للغيث وذلك إلى غاية شهر مارس المقبل، بيد أن الأمطار الأخيرة قدمت دفعة كبيرة للزراعات الخريفية.

عبد المالك حجاجي، عضو اللجنة التنفيذية بالجمعية المغربية للتنمية الفلاحية، بجهة الدار البيضاء-سطات، أوضح أنه على عكس ما يعتقده الكثيرون، فبعد هذه الأيام المطيرة، تصبح الحاجة أكثر لبعض الأيام المشمسة، كون أشعة الشمس تساعد النباتات على الإزهار وتقويّها.

المهني بالقطاع قال إن الأمطار الأخيرة ساعدت على ترطيب الأراضي المزروعة، وهو عامل مهم في الإنبات ويوفر للنباتات تربة ملائمة للإزهار؛ إذا توقفت الأمطار لمدة تصل حتى 20 يوماً، مع توفر أشعة شمسية معتدلة، فلن يكون لذلك أي تأثير سلبي على الموسم الزراعي، بل على العكس سيساهم في تعزيز النباتات .

وأوضح أن نوعية التربة تلعب دوراً في تحديد مدى حاجة الزراعة للأمطار؛ هناك أنواع من التربة لا تتطلب سوى أمطار طفيفة على غرار التربة الرملية، بينما تستهلك أنواع أخرى الكثير من المياه .

ولفت إلى أن الحبوب بمختلف أنواعها، من قمح وشعير وذرة، ستستفيد بلا شك من الأمطار الأخيرة، بينما ينبغي انتظار شهور نهاية الشتاء لمعرفة مصير القطاني وبعض الخضروات.

هذا المحتوى مقدم من مدار 21