تمكنت مجموعة من المغربيات أخيراً من الفرار من مخيم الهول، الواقع شمال شرق سوريا، بعد سنوات طويلة من المعاناة والعيش في ظروف قاسية داخل المخيم، وذلك بعد دفع مبالغ مالية لمهربين، بحسب ما أورده مصدر موثوق من التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين بسوريا والعراق لجريدة مدار21 الإلكترونية.
ولفت المصدر ذاته أن هذه المبالغ تبدأ عادة من 3000 دولار وما فوق، إذ تتحمل أغلب العائلات دفع هذه الأموال سعياً لإنقاذ لبناتها من الوضعية الصعبة بالمخيم، وهو ما يعكس حجم المعاناة التي عاشتها هذه الأسر طوال سنوات الانتظار.
وأشار المصدر إلى أن بعض المغربيات اللاتي تمكنّ من الإفلات من المخيم نجحن في دخول الأراضي المغربية بعد سماح السلطات بذلك، حيث يتم فور وصولهن استنطاقهن من قبل الجهات المختصة للتأكد من سلامتهن ووضعهن القانوني، قبل أن تتم إعادة لم شملهن مع العائلات التي ظلت تنتظر هذا اللقاء منذ سنوات طويلة.
وفي هذا الإطار، سجل المصدر أنه لا تزال إحدى المغربيات الهاربات محتجزة في تركيا، وتحاول التواصل مع السفارة المغربية في إسطنبول لتسهيل عودتها إلى المغرب، ما يوضح أن عملية إجلاء العالقين ما زالت تواجه صعوبات لوجستية وإدارية متعددة .
ورغم هذا الانفراج المحدود، أفاد المصدر ذاته أن العديد من المغاربة بالمخيم المذكور لازالوا في انتظار بصيص أمل، فيما تزيد الأمطار الغزيرة التي شهدتها سوريا الوضع سوءاً، لا سيما بالنسبة للأطفال الذين يعيشون في ظروف مأساوية داخل المخيم.
ولا تزال أسر المغربيات بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع، في إطار التنسيق القائم بين المنظمات السورية والسلطات المحلية لإخلاء المخيم تدريجياً من العائلات المحتجزة، وذلك في محاولة لتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها المحتجزين بالمخيم.
وكانت معطيات سابقة حصلت عليها جريدة مدار21 ، بداية العام الجاري، قد أفادت أن عدد المغاربة بالمخيم يبلغ نحو 557 شخصاً، من بينهم 102 امرأة و292 طفلاً يرافقون أمهاتهم، إضافة إلى 31 يتيماً يعيشون في ظروف صعبة للغاية.
ومنذ إسقاط نظام بشار الأسد قبل أزيد من عام، سعت عدد من الدول إلى إجلاء مواطنيها من المخيم، وكان العراق آخر الدول التي أعلنت عن خطوات ملموسة في هذا الملف.
وأعلن مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي نجاح بلاده في إعادة تأهيل ودمج العوائل العائدة من مخيم الهول في المجتمع العراقي، مؤكداً اهتمام العراق بتفكيك المخيم لما يشكله من خطر على الأمن الوطني والإقليمي والدولي.
وأوضح الأعرجي، خلال لقائه رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي جوزيي دراغون في العراق، أن بلاده تعمل على نقل آخر مواطن عراقي من المخيم بشكل طوعي، في إطار استراتيجية شاملة لتقليص عدد العالقين وتأمين بيئة أكثر أماناً لهم.
وفيما يخص المعتقلين من المغاربة في السجون العراقية، أفاد المصدر من التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين بأن المعلومات المتوفرة حول أوضاعهم محدودة للغاية، وأن العائلات المغربية لا تزال تنتظر تحركاً فعلياً من السلطات المغربية لمعالجة هذا الملف، في ظل غياب معلومات دقيقة وواضحة عن مصير أبنائهم المحتجزين، وهو ما يزيد من القلق والمعاناة الإنسانية لهذه الأسر.
هذا المحتوى مقدم من مدار 21
