تعرض القناة الأولى الفيلم التلفزيوني الأنونيم من إخراج أمين أبو نصير، مستحضرة من خلاله من جديد حكاية شغف شاب مولع بموسيقى الراب، يسعى بإصرار إلى تحقيق حلمه في إيصال صوته وفرض اسمه في هذا العالم، غير أن طريقه لن يكون معبدا، إذ سرعان ما تعصف به الرياح وتضعه أمام اختبارات قاسية على المستويين الشخصي والاجتماعي.
وتدور أحداث الفيلم في قلب مدينة مغربية نابضة بالحياة، حيث تتقاطع الأحلام المؤجلة مع واقع اجتماعي ضاغط، لتتشكل ملامح قصة عادل، شاب طموح ينحدر من عائلة متواضعة، يعيش حالة من التمزق بين عمله اليومي كموظف بسيط لدى محامٍ شهير، وشغفه العميق بموسيقى الراب، التي لا تمثل له مجرد إيقاعات وكلمات، بل أسلوب حياة ووسيلة للتعبير عن ذاته.
وبالنسبة لعادل، يشكل الراب مساحة حرة للتعبير عن مشاعره وأفكاره، ومرآة تعكس هويته الحقيقية التي يعجز عن إظهارها في محيطه اليومي، غير أن هذا الشغف يصطدم بجدار من القيود الاجتماعية، في مقدمتها رفض والدته نفيسة، التي ترى في هذا المسار مخاطرة تهدد الاستقرار أكثر مما تفتح آفاقا لتحقيق الذات.
وأمام صراع داخلي محتدم وضغوط خارجية متزايدة، يختار عادل سلوك طريق التمرد الهادئ، فيبتكر شخصية فنية متخفية تحمل اسم الأنونيم ، يختبئ خلفها ليطلق العنان لموهبته دون خوف أو رقابة، إذ تمنحه هذه الخطوة حرية التعبير التي لطالما حلم بها، لكنها في المقابل تضعه في مسار محفوف بالمخاطر والتحديات.
ومع اتساع دائرة الشهرة وارتفاع صدى الأنونيم في عالم الراب، تبدأ التوازنات في حياة عادل بالاختلال، حيث تهتز علاقات قديمة، وتتحول صداقة دامت لسنوات إلى صراع مفتوح، يهدد بقلب حياته رأسا على عقب.
ولا يقتصر فيلم الأنونيم على كونه حكاية عن الموسيقى أو السعي إلى الشهرة، بل يقدم، بحسب صناع العمل، قصة إنسانية عميقة تسلط الضوء على إشكاليات الهوية، ومعاني الخيانة، وقوة الإصرار على تحقيق الحلم مهما كان الثمن، في مواجهة واقع لا يرحم.
ويشارك في بطولة هذا الفيلم، الذي أخرجه أمين أبو نصير وكتبت سيناريوه سامية أقريو، كل من ربيع الصقلي، ورباب كويد، وعبد الله ديدان، وعادل أبا تراب، إلى جانب أسماء فنية أخرى.
وتواصل القناة الأولى، في السياق ذاته، عرض إنتاجاتها السينمائية والتلفزيونية بشكل أسبوعي، بالتوازي مع انطلاق تصوير مجموعة من الأفلام التلفزيونية الجديدة، التي تستعد لبرمجتها وعرضها خلال السنة المقبلة.
هذا المحتوى مقدم من مدار 21
