كيف تحول السودان إلى ملاذ للإرهاب تحت حكم الإخوان؟ (3 3) #صحيفة_الخليج

ليست مصادفه أن يعود «الكيزان» إلى صدارة المشهد في حكومة بورتسودان رغم إزاحتهم من الحكم في إبريل 2019، فخلال 76 سنة، ومنذ تأسيس «الخلية الأولى» للإخوان سنة 1949 التي ضمت بابكر كرار، ومرغني النصري، وصادق عبدالله عبدالماجد، منذ ذلك الحين عمل الإخوان على التغلغل في مفاصل الدولة السودانية، والاستفادة من أزمات النظام السياسي القائم، والتكيف مع التفاعلات السياسية المختلفة التي مرت بها السودان منذ الاستقلال عن مصر وبريطانيا في الأول من يناير سنة 1956، وذلك عبر تشكيل الأحزاب السياسية مثل ما يسمى «الحزب الاشتراكي الإسلامي»، بل والتحالف مع قوى سياسية أخرى بهدف التمكين والتغلغل في النسيج السياسي والاجتماعي للبلاد

وقادت محاولات فرض «المشروع الحضاري» بالقوة إلى انفصال الجنوب عام 2011، وحرب طويلة في دارفور قتلت نحو 300 ألف شخص، وهو ما دفع المحكمة الجنائية الدولية لإدانة علي كوشيب، وهو من أكبر القادة الذين اعتمد عليهم الكيزان لقمع وقتل سكان دارفور بداية من عامي 2002 و2003، فما الأدوات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي أسهمت في بقاء الكيزان هذه العقود الثلاثة؟ وماذا عن «الحرس الثوري» السوداني، والأولجارشية السودانية، والجماعات المغلقة؟ وكيف استخدم الإخوان تكتيك «التفكيك» لتحقيق «التمكين والأخونة»؟ وكيف تسبب ما يسمى «المشروع الحضاري» في انفصال الجنوب، ونشوب الحروب في مختلف الجهات؟ وكيف أعادت الدولة العميقة، والشبكات المالية العملاقة، والعلاقات الخارجية مع الدول ذات الأنظمة الثورية والقريبة من الإخوان في عودة الكيزان من جديد للمشهد السوداني بعد انقلاب 25 أكتوبر2021؟

أولاً: الحرس الثوري

قبل السيطرة الكاملة على الحكم سنة 1989 كان للكيزان تواصل وعلاقة مع الدول التي تقوم على أنظمة ثيوقراطية ولديها «حرس ثوري»، وخلال هذه الفترة التي امتدت 10 سنوات من 1979 إلى 1989 تمكن الإخوان من تجهيز أنفسهم لتأسيس «حرس ثوري» يحمي نظام الحكم الخاص بهم، ويمنع أي قوة أخرى مهما كانت سطوتها من التفكير في السيطرة على الحكم، وهو نهج قائم لدى كل جماعات الإخوان في كل دول العالم، فعندما وصلوا للحكم في مصر قالوا إنهم جاؤوا ليحكموا 500 سنة، لهذا كان لدى إخوان السودان «أذرع عسكرية» حتى قبل وصولهم للحكم تحت عنوان «المعسكرات الصيفية»، حيث كان الشباب يدرَّبون على العنف وترهيب المعارضين، ولعبت هذه العناصر المدربة على القوة في حماية مظاهرات وأنشطة الكيزان قبل عام 1989، وبدأ هذا الأمر في سبعينيات القرن الماضي واستمر إلى نهاية حكم جعفر نميري، وسمح تحالف الإخوان مع الصادق المهدي في رئاسته الثانية للحكومة السودانية في الفترة من 1985 إلى 1989، بالتوسع في تدريب شبابهم على العنف والقتال واستخدام السلاح الذي جرى تهريبه من الحدود، وأحياناً من العناصر الكيزانيه في الجيش، فقد أثبت الكثير من الحقائق التي جرى الكشف عنها بعد ذلك أن شخصيات في الجيش مثل البرهان كانت تعمل لصالح الإخوان في الجيش منذ سنوات طويلة، حينما كان ضابطاً صغيراً، ولهذا نجح انقلاب 1989 في السيطرة على السلطة لأكثر من 30 سنة، وفور الإعلان عن نجاح الانقلاب بدأ الإخوان مباشرة في تأسيس «الحرس الثوري» الإخواني حتى لا يقع «انقلاب مضاد»، ولهذا عملوا على تأسيس ما يسمى بقوات «الدفاع الشعبي»،

وبعد نشوب الحرب الحالية في 15 إبريل 2023 أطلقوا على نفس المجموعات «قوات المقاومة الشعبية»، والتي تقاتل في مختلف الجبهات ضد قوات الدعم السريع، وكانت قوات «الدفاع الشعبي» هي مصدر الثقة في حماية النظام رغم فصل كل العناصر «غير الإخوانية» في الجيش، وراهن الإخوان على «قوات الدفاع الشعبي» ليس للحفاظ على الدولة، بل للحفاظ على النظام الإخواني، وإطالة بقائه في الحكم ضد أي محاولة انقلاب من الجيش أو أي ثورة شعبية، لذلك صبغوا كل تحرك، وكل قتل أو تهميش وإقصاء مارسته قوات «الدفاع الشعبي» بالصبغة الأيدلوجية الكيزانية حتى لا يكون هناك مجال لإدانة سلوك قوات «الدفاع الشعبي» في قتل المدنيين أو التسبب في انفصال الجنوب، حيث رفعت قوات «الدفاع الشعبي» شعارات أيدلوجية مثل تلك التي ترفعها التنظيمات الإرهابية «الإسلاموية» في إفريقيا وآسيا الوسطى والقوقاز والشرق الأوسط، وكان الهدف الوحيد هو حماية النظام السياسي الإخواني من السقوط، حيث كان الهدف العلني لقوات «الدفاع الشعبي» هو تأهيل وتدريب المواطنين عسكرياً للدفاع عن السودان، لكن حقيقة الأمر كان الهدف هو تشكيل قوة عسكرية «موازية» للجيش السوداني تكون بمثابة «حرس ثوري» و«قوة احتياطية» لحماية نظام الحكم الإخواني عبر أدوات عدة، منها التعبئة السياسية والأيدلوجية حيث كان الشباب السوداني يعبؤون في معسكرات «الدفاع الشعبي»، من خلال وصف الصراع مع الجنوب ودارفور.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الخليج الإماراتية

منذ 9 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 3 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعتين
الإمارات نيوز منذ 5 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 9 ساعات
الإمارات نيوز منذ 6 ساعات
موقع 24 الإخباري منذ 6 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 13 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 6 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 20 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 15 ساعة