يسوق الله لبعض عباده الصالحين، مجاميع الخير ومفاتيح العطاء، حتى تصبح أرزاقا يصطفي الله بها هؤلاء العباد، حينما يسخر الله لهم أبواب الخير ونوافذه، وينساقون عملا وعطاء وإحسانا.
وأحسب أن معالي الشيخ الدكتور عبدالله نصيف (1358-1447هـ) من هؤلاء، حينما عاش لمجتمعه وأمته، أكثر مما عاش لنفسه وذاته من كثرة أبواب الخير ونوافذها في حياته.
ولهذا فإن الحديث هنا، ليس عن مناصبه العليا الكثيرة التي تسلمها في المجالات الإدارية، والتي خدم فيها مجتمعه وأمته ووطنه وهي كثيرة، كما أن الحديث هنا لن يكون عن بيته وأسرته، بيت العلم والدعوة والتربية والدين والتي كتب عنها الكثير من محبيه. لكن الحديث هنا هو عن بعض إسهاماته الخيرية، وخدماته المجتمعية، وتفاعلاته مع قضايا الأمة الإسلامية مما هو معروف عنه، فضلا عن المجهول عنه وهو أكثر، وقد عرف عن أعماله الخيرية أنها (جمعت محاسن العطاء) من الوقت والنفس والمال، وقد أصبح بهذا رجل عمل بمسؤولية وأيقونة في القدوة والاقتداء. مثل بلاده خير تمثيل من خلال شخصيته المعطاءة، وأعماله المؤسسية، ومناصبه الرسمية وما صحبها جميعا من قيم الخير والخيرية. وكان من تقدير هذه الجهود حصوله على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام عام 1411هـ/1991م، تقديرا لعطائه العلمي والخيري، فهو خير أنموذج ومثال لمن جمع بين العلم والعمل، ولمن خدم مجتمعه وبلاده وأمته بالتفاني الخيري والتطوعي.
ومن صفات محاسن العمل والعطاء لديه: أنه شخصية حوارية في المجالات الفكرية والثقافية والاجتماعية على المستوى الداخلي والخارجي، كما أنه من رموز خدمة قضايا الأمة الإسلامية في المنظمات والمحافل الدولية. ومن أبرز نوافذ الخير وأبوابه ومحاسن أعماله: أنه شغل منصب رئيس مجلس هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وكان رئيسا لمؤتمر العالم الإسلامي، كما كان الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وقد قاد وأدار عددا من المنظمات، كما شارك في مؤسسات إغاثية أخرى، منها المجلس الإسلامي السابق الذي أسهم من خلاله في دعم المشاريع الصحية والتعليمية والإغاثية في الدول المحتاجة، وقد جمعت شخصية نصيف بين الوظيفة والرسالة، وبين التكليف والتشريف، فهو وأمثاله من النماذج الحية لكل موظف يمثل دينه ووظيفته خير تمثيل. وهو على المستوى المحلي مؤسس ومسهم في تأسيس صندوق عبد الله بن عمر نصيف التكافلي، الذي يعنى بمساعدة الأسر المتعففة والمحتاجين في الحالات الطارئة، وهي المبادرة التي تحولت إلى مؤسسة عرفت باسم (مؤسسة عبدالله بن عمر نصيف الخيرية).
كتب عنه كثير من محبيه، مما تعجز المقالات عن حصره لكثرة أعماله الخيرية، وتنوع مبادراته التطوعية في تحقيق مفهوم الأمة وقيم الخيرية، ومن ذلك - على سبيل المثال - ما ورد عن أبرز جهوده في موقع إسلام أون لاين، حول إسهاماته في العمل الإسلامي والإغاثي تحديدا، وفيه ورد «كان للأستاذ الدكتور عبدالله نصيف جانب مهم في حياته، وهو الاهتمام بالشأن الإسلامي والإغاثي، حيث امتد تأثيره إلى الساحة الدولية بتوليه الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي (1983-1993م). وقد قاد جهودا كبيرة في الحوار الإسلامي العالمي والعمل الإغاثي، حيث رأس هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وأطلق مشروع سنابل الخير [الشهير]. كما شارك في لجنة اختيار الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، وشغل أيضا منصب الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة 1998 2008م، كما عمل نائب رئيس للندوة العالمية للشباب الإسلامي. وأسهـم في تأسيس ودعم هـيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة». [إسلام أون لاين: عبدالله نصيف حياة في التعليم وخدمة الإسلام].
وكتب عن مكانته وخيرية أخلاقه وصفاته، صديقه العزيز المهندس عبدالعزيز حنفي، ومما قال عنه «هو من الشخصيات الفريدة والبارزة في المنطقة الغربية، ويتمتع باحترام وتقدير رسمي وشعبي. كما أنه من مؤسسي جمعية (خيركم) لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه بجدة، وكان يتحلى بأجمل الصفات ومكارم الأخلاق، طيبا سخيا بلا حدود، عرف بخلقه ورفعة شأنه وسلوكه الإنساني النبيل، اجتماعي من الطراز الأول، من أهل الوفاء، وصال للرحم، وكان ملاذا للمتخاصمين يصلح بين الناس» [صحيفة البلاد: رحيل عبدالله نصيف رجل الدولة والعمل الخيري].
كتب عنه معالي الشيخ صالح بن حميد مقالة طويلة جديرة بالقراءة والاستفادة منها، وكان مما كتب عن جوانب الخير والعطاء عنده مما تفخر به المجتمعات والدول، قوله «عميد من أعمدة العمل الخيري إرادة وإدارة، رحل وقد ترك خلفه إرثا عريضا. فجع به الوطن والأمة الإسلامية، وعالم البر والخير والإحسان... وعن مجلسه الأسبوعي الذي اتخذه مركزا فكريا وخيريا وتطوعيا مع مجتمعه، والذي بدأه عام 1422هـ في منزله بحي الأندلس بجدة، كان يجمع العلماء والمفكرين كل يوم أحد بين المغرب والعشاء، لينشروا الثقافة ويوثقوها بالتصوير التلفزيوني من ضيوفه الكبار، فكان.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة
