تماثيل الثلج: حين تتكسّر رتابة الحياة وجمودها

تماثيل الثلج: حين تتكسّر رتابة الحياة وجمودها

د. مظهر محمد صالح

أنا القادم من بلادٍ اسمها ما بين النهرين؛

بلادٍ ازدهرت بنخيلها، واستقرت بزروعها، وتقلب مناخها في سهلٍ تصدّ نخيله وبساتينه أعاصير الصيف.

لا نعرف للبرد معنىً إلا في موسمٍ قصير، سرعان ما يغلب عليه مقدمات الربيع، استعدادًا لمناخ حوض المتوسط، وساحاته الصحراوية الخلفية التي ترسل غبارها أحيانًا، وزخّات أمطارها أحيانًا أخرى.

وبين هذا وذاك، تعلّمنا أننا من أبناء المناخات القارية، لكننا نعيش ديناميكية متقلّبة: نهار يختلف عن ليله، وصيف لا يشبه شتاءه أفعال جوية تشكّل طباعنا نحن سكّان الشرق، يمينًا وشمالًا.

حلّ شهر تشرين الثاني/نوفمبر، قبل أقل من خمسة عقود، ووجدت السماء تلامس الأرض برقائق بيضاء رقيقة وحنونة، تلامس القلب، في عملية تراكمية حوّلت أوتاوا، عاصمة كندا وقارة أميركا الشمالية، إلى قطعةٍ من الجليد المتماسك، يشدّ بعضه بعضًا.

غير أنّ تلك الرومانسية سرعان ما انزلقت إلى قالبٍ جامدٍ ومخيف، يوم أحزنني غرق طفلة في السادسة من عمرها، جازفت بعبور نهر أوتاوا المتجمّد، فغدرها الجليد.

بكيتُ، لأنها كانت في المدرسة الابتدائية نفسها التي دخلتها ابنتي، نحن القادمين من الشرق، في شتائنا الأول.

اقتربت أيام عيد الميلاد، وخرج المجتمع من سكونه تحت الثلج وجباله، ليتحوّل إلى طاقةٍ فنية أعادت الحياة إلى ديناميكيتها الضرورية.

تسيّد المشهد نمطٌ من تماثيل الثلج، زُيّنت بأشرطةٍ وقبعاتٍ سوداء عملاقة، خاض غمارها كبار الفنانين الهواة، يصنعون الحياة من الجليد، من كتلٍ بيضاء تصلّبت تحت سماء مدينة لا ترحم برياح بردها ولا قسوة يومياتها.

كانت تماثيل فائقة الحيوية، اصطفت على حافات القنوات.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من وكالة الحدث العراقية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من وكالة الحدث العراقية

منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعتين
منذ 11 ساعة
منذ ساعتين
وكالة الحدث العراقية منذ ساعة
قناة السومرية منذ 20 ساعة
قناة السومرية منذ 14 ساعة
قناة السومرية منذ 17 ساعة
قناة السومرية منذ 22 ساعة
قناة السومرية منذ 12 ساعة
قناة الاولى العراقية منذ 13 ساعة
قناة السومرية منذ 8 ساعات