اشتكى لي صديقي العائد من الصين قائلا: الأكل في الصين يختلف تماما عن الموجود لدينا في المطاعم الصينية. ويضيف: أسماء الأطباق متشابهة مع تلك التي نأكلها في المطاعم الصينية العالمية؛ ولكن الطعم مختلف تماما وغير مستساغ داخل الصين. فقلت له إنها الذائقة العالمية، فهل تعتقد يا صديقي أنهم سوف يصدرون لك الأطباق نفسها التي يأكلونها محليا في الصين دون تحوير أو توليف؟ صديقي عندما تحاول نشر ثقافتك المحلية إلى العالم فلا بد أن تتأكد من مواءمتها مع معطيات العصر والذائقة العالمية، وهذا يتطلب إجراء بعض التعديلات على المنتج الثقافي قبل تصديره. فمثلا لا يمكننا تصدير طبق الجريش أو القرصان كما هو بالمكونات والتوابل الأصلية نفسها، ونتوقع انتشاره عالميا دون أن ندرس الذائقة العالمية. مهما بذلنا من جهد لا بد من تطوير آلية تقديم المنتج، وكميته، ونوعيته، والمكونات المستخدمة لكي تتلاءم مع الثقافات والأذواق كافة. علينا الوصول إلى نقاط مشتركة ترضي الجميع، وهذا يتطلب إجراء تحسينات جوهرية على المنتج قبل اعتماده بشكل نهائي.
هذا المبدأ ينطبق تماما على المدن، فالثقافة المحلية لا يمكنها أن تعمل بكفاءة لتصل إلى العالمية دون أن يتم ممارستها فعليا في المدينة. أرى أن التحول إلى المدن العالمية يمكن أن يتبع منهجين الأول وهو الأسهل ويعتمد على استنساخ النماذج العالمية وهذا يعني تطوير البنى التحتية وشبكات النقل والاتصالات المتقدمة وتحديث التشريعات والقوانين المرنة التي تجذب النخب الاجتماعية ورواد الأعمال. هذا النموذج يؤكد على التكامل التام مع منظومة الاقتصاد العالمي دون شروط، وتسليم مفاتيح التراث الثقافي المحلي كسلعة ثمينة تحفظ في خزينة الثقافة العالمية. النتيجة ارتفاع تصنيف هذه المدينة في سلم المدن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة
