الضربات الأميركية ضد فلول "داعش" في سوريا كانت عنيفة واستهدفت 70 هدفاً لكن بعد كل هذا، هل ستنجح واشنطن في القضاء على التنظيم نهائياً، أم أن الهجمات مجرد استعراض للقوة؟

ملخص من المحتمل أن تحجم الولايات المتحدة عن تبادل المعلومات الاستخباراتية، خشية من أن تقع معلومات حساسة للغاية في شأن أهداف تنظيم "داعش" في أيدي العناصر المتطرفة التي تسللت إلى قوات الأمن السورية.

رغم قوة الضربات العسكرية الأميركية ضد فلول "داعش" في سوريا واستخدام أنواع مختلفة من الطائرات المقاتلة والمروحيات والصواريخ الدقيقة الموجهة، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الخطوة يمكن أن تحقق هدفها المنشود.

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more لكن استعراض القوة الأميركية واستمرار الإشادة برد فعل الحكومة السورية على هجوم تدمر السبت الماضي، يثيران أسئلة حول ما إذا كان ترمب سيجدد عزمه سحب جميع القوات الأميركية من سوريا والذي سعى إليه في الماضي، أم سيبقي على حجم هذه القوات ويرفع من سقف تعاونه مع الحكومة السورية، ويعمل على إزالة الخلافات بين "قسد" ودمشق بهدف دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري لسد الثغرات التي تنفذ منها "داعش".

إعلان انتقام أم ردع؟ رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب "نصراً كاملاً" على تنظيم "داعش" خلال عام 2019، فإن الواقع الذي جسدته الضربات الأميركية الجوية والصاروخية على 70 هدفاً شمال شرقي سوريا يروي قصة مختلفة. فبعد مقتل الآلاف من عناصر "داعش"، واعتقال عشرات الآلاف خلال حملات التحرير في العراق وسوريا، لا يزال نحو 2500 مسلح متمرس في القتال نشطين داخل مناطق البادية الصحراوية الشاسعة في محافظتي دير الزور والرقة.

وعلى رغم ضعفهم الشديد فإنهم ما زالوا ينشطون في خلايا نائمة سرية هاجم أحد عناصرها وحدة حراسة أميركية داخل مدينة تدمر التاريخية خلال الـ13 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، مما أسفر عن مقتل جنديين ومترجم، في ما يمثل أولى حالات الوفاة لقوات أميركية منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض.

أجبر هذا الهجوم إدارة ترمب على توجيه ضربة انتقامية عنيفة تستهدف ردع عناصر تنظيم "داعش" كي يمتنعوا عن استهداف القوات الأميركية، وهو ما يفسّر السبب وراء تنفيذ رد واسع على مدى ساعات عدة باستخدام طائرات أف-15 إيغل وطائرات أف-16 أردنية، وطائرات الهجوم الأرضي الأميركية آي-10 ثندربولت ومروحيات أباتشي، و100 من صواريخ منظومة هيمارس دقيقة التوجيه.

لكن الرد الأميركي الذي وصفه وزير الحرب بيت هيغسيث بأنه "إعلان انتقام"، استهدف أيضاً الردع بحسب قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر، الذي عدَّ هذه العملية حاسمة لمنع تنظيم "داعش" من التحريض على مخططات وهجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة متعهداً بملاحقة الإرهابيين، مما يسلط الضوء على التحدي المستمر المتمثل في التهديد الداخلي ضمن بيئات قوات الدول الشريكة.

غير أن الرد الأميركي لم يبدأ مساء الجمعة، فمنذ هجوم الـ13 من ديسمبر الحالي نفذت القوات الأميركية وقوات الدول الشريكة 10 عمليات في سوريا والعراق أسفرت عن مقتل أو اعتقال 23 عنصراً متطرفاً. وعلى مدى الأشهر الستة الماضية نفذت القوات الأميركية وقوات الدول الشريكة أكثر من 80 عملية لمكافحة الإرهاب في سوريا للتصدي للتهديدات التي تواجه المصالح الأميركية والأمن الإقليمي.

لا يزال تنظيم "داعش" يشكل تهديداً مستمراً في سوريا (أ ف ب)

هل حققت أهدافها؟ استهدفت الغارات الجوية البنية التحتية لـ"داعش" ومواقع الأسلحة كنقاط انطلاق لعملياتها داخل المناطق الصحراوية والريفية من محافظتي دير الزور والرقة وفي منطقة جبل العمور قرب مدينة تدمر، وأتاحت أيضاً للولايات المتحدة فرصة لاستعراض القوة النارية التي يمتلكها التحالف الذي تقوده أميركا.

لكن حتى الآن وعلى رغم توقع مقتل العشرات من عناصر "داعش" فإن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الضربة حققت أثرها المنشود، لأن التنظيم أضعف بكثير في سوريا مقارنة بما كان عليه خلال الماضي، ولا يسيطر على أي أراض وتعمل شبكته الإرهابية ضمن خلايا غير معلوم عددها، ولهذا من الصعب جداً الانتقام من جماعة إرهابية لم تعد موجودة منذ أكثر من خمسة أعوام، وفقاً لمديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز أولويات الدفاع بالعاصمة واشنطن روزماري كيلانيك.

غير أن كبير الباحثين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أندرو تابلر والذي شغل منصب مدير ملف سوريا في البيت الأبيض خلال إدارة ترمب الأولى، يرى أن عدد الضربات يظهر أن وجود "داعش" لا يزال أقوى مما كان يعتقد سابقاً.

غير أن غالبية المحللين في مجال مكافحة الإرهاب فوجئوا وشككوا في العدد الكبير من أهداف "داعش" التي جرى استهدافها، إذ يستفسر المدير التنفيذي لمركز صوفان (شركة استخبارات واستشارات) كولين كلارك عن سبب انتظار الولايات المتحدة حتى يُقتل ثلاثة أميركيين كي تبدأ في شن هجمات واسعة، مما يدفع كثراً إلى التشكيك في رد الفعل الأميركي الذي يصفه بعض بأنه مجرد استعراض.

دعم الشرع ومع ذلك تبرز سلسلة الغارات الجوية مدى التزام الولايات المتحدة بدعم دمشق في منعطف حاسم من تاريخ سوريا، إذ يعد استعراض القوة الجوية الأميركية وسيلة للتأكيد أن الولايات المتحدة باقية في المنطقة بينما تريد حكومة الشرع فرض سيطرتها على شؤون سوريا، مع الاستمرار في التعاون مع شركائها الدوليين، بخاصة أن هجوم الـ13 من ديسمبر الجاري الذي أدى إلى مقتل جنود أميركيين وسوريين، شكل اختباراً رئيساً للعلاقات المتنامية بين الولايات المتحدة وسوريا منذ إطاحة نظام بشار الأسد قبل عام.

ويبدو أن ردة الفعل الأميركية تجنبت زعزعة استقرار الحكومة الجديدة الهشة للرئيس الشرع، الذي قام الشهر الماضي بأول زيارة تاريخية له إلى البيت الأبيض كزعيم سوري، وأرسى بداية شراكة جديدة مع واشنطن.

ولهذا شدد ترمب على أن سوريا تقاتل إلى جانب القوات الأميركية في إشارة إلى انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لهزيمة "داعش" الشهر الماضي مما أدى إلى تكثيف التنظيم هجماته داخل سوريا، خلال وقت يواجه فيه الشرع مهمة صعبة تتمثل في توحيد مجموعات مختلفة وأقليات دينية تحت قيادته، تشمل فصائل تحمل آراء متشددة، وكانت في السابق تابعة لتنظيم "القاعدة".

ولا شك أن بعض أنصار الرئيس الشرع الأكثر تشدداً ربما ينزعجون من الضربات التي تشنها دولة غربية على وطنهم، بينما تسير الحكومة جاهدة على خط رفيع وينتظر الأميركيون منها تكثيف عملياتها العسكرية والأمنية لشن غارات على عناصر "داعش"، وقطع تدفق الأسلحة إلى التنظيم بدعم من الاستخبارات الأميركية.

وفي حين تخطط الإدارة الأميركية لعمليات عسكرية إضافية قد تحدث خلال الأيام المقبلة، يؤكد مسؤولون أميركيون أن التعاون والتنسيق الأخيرين مع الحكومة السورية وفرا فهماً أفضل لبنية تنظيم "داعش"، وأن مناقشة هذا الأمر كانت جزءاً من أجندة لقاء قائد عسكري أميركي مع مسؤول كبير في وزارة الداخلية السورية، خلال اليوم الذي تعرضت فيه القوات الأميركية لمكمن في تدمر.

نفذت القوات الأميركية والسورية 10 عمليات في سوريا والعراق منذ الـ13 من ديسمبر (أ ف ب)

توتر وتحد لكن حتى مع تأكيدات ترمب بدعم سوريا والرئيس الشرع، من المرجح أن يتسبب هجوم "داعش" خلال الـ13 من ديسمبر الجاري في إدخال توترات جديدة في شراكة مكافحة الإرهاب، بعدما أوضح مسؤولون سوريون أن المسلح الذي قام بالهجوم كان عضواً في قوات الأمن السورية وكان من المقرر فصله بسبب معتقداته المتطرفة، مما كشف عن نقاط ضعف مستمرة داخل بنية الأمن السورية، وحفز بعض أنصار ترمب إلى المطالبة بسحب القوات الأميركية من سوريا.

ومن المحتمل أن تحجم الولايات المتحدة عن تبادل المعلومات الاستخباراتية، خشية من أن تقع معلومات حساسة للغاية في شأن أهداف تنظيم "داعش" في أيدي العناصر المتطرفة التي تسللت إلى قوات الأمن السورية، إذ يشير منتقدون لدمشق إلى هذه الحادثة كدليل على أن قواتها الأمنية ليست شريكاً موثوقاً به تماماً للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، وأنه يجب مراقبتها من كثب.

ويعد تعاون الحكومة السورية الجديدة في مكافحة تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى في سوريا أحد المعايير الثمانية المنصوص عليها في قانون تفويض الدفاع الوطني الأميركي الذي اشتمل على رفع عقوبات قانون "قيصر"، والتي يجب على البيت الأبيض التأكد من استيفائها لتجنب فرض عقوبات جديدة، إذ يمنح القانون الحكومة السورية مجالاً واسعاً لإثبات امتثالها قبل التعرض لأية عقوبات، ويمنح الرئيس ترمب صلاحية واسعة في تحديد ما إذا كان سيفرض هذه العقوبات أم لا.

لكن القيادة المركزية الأميركية لا تبدي مخاوف من عدم امتثال الحكومة السورية حتى الآن، إذ أشارت إلى أن القوات الأميركية والسورية نفذت 10 عمليات في سوريا والعراق منذ الـ13 من ديسمبر الجاري، أسفرت عن مقتل أو أسر 23 إرهابياً، ونفذت القوات الأميركية وقوات الشركاء في سوريا 80 عملية خلال الأشهر الستة الماضية للقضاء على الإرهابيين. ولدورها المتعاون والمنسق مع التحالف الدولي لهزيمة "داعش"، دفعت الحكومة أثماناً إذ ادعى تنظيم "داعش" الشهر الجاري أنه قتل أربعة ضباط في الحكومة السورية داخل محافظة إدلب شمال غربي البلاد.

كذلك ادعى مسؤوليته عن هجومين في محافظة دير الزور شرق البلاد، استهدف أحدهما مركبة عسكرية بعبوة ناسفة بينما قالت.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعة
منذ 11 دقيقة
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 4 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 3 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ ساعتين
صحيفة الشرق الأوسط منذ 5 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 10 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 10 ساعات