في مجتمعات الخليج، يُعدّ زواج الأقارب ظاهرة اجتماعية راسخة، ارتبطت تاريخياً بعوامل اجتماعية واقتصادية، من بينها الثقة المتبادلة بين العائلات، وسهولة التوافق، والحفاظ على الممتلكات داخل الأسرة.
كما يسهم الإرث الثقافي والضغط الاجتماعي غير المعلن في إعادة إنتاج هذا النمط عبر الأجيال.
تشير الدراسات السكانية إلى أن نسب زواج الأقارب في دول الخليج لا تزال مرتفعة مقارنةً بالمتوسط العالمي، وإن كانت تتفاوت من دولة إلى أخرى ومن جيل إلى آخر.
ففي بعض المجتمعات الخليجية، تصل النسبة إلى ما يقارب نصف الزيجات، بينما تشهد مجتمعات أخرى انخفاضاً تدريجياً.
ومع ذلك، تظل المنطقة من أعلى مناطق العالم من حيث معدلات هذا النوع من الزواج.
الارتباط بين زواج الأقارب وارتفاع معدلات الأمراض الوراثية النادرة ليس ارتباطاً اجتماعياً أو ثقافياً، بل هو تفسير علمي بحت.
كثير من هذه الأمراض تُصنّف ضمن الأمراض المتنحية، أي أنها لا تظهر إلا إذا ورث الطفل نسختين غير سليمتين من الجين نفسه.
وعندما يكون الزوجان قريبين، تزداد احتمالية حملهما للطفرات الجينية ذاتها الموروثة من سلف مشترك، مما يرفع فرصة اجتماع هذه الطفرات لدى الأبناء وظهور المرض.
ولهذا السبب، تسجل المجتمعات ذات نسب القرابة العالية معدلات أعلى من بعض الاضطرابات الوراثية النادرة والمعقدة.
خطورة هذه الأمراض لا تكمن فقط في ندرتها، بل في طبيعتها المزمنة وشدّة تأثيرها.
كثير منها يظهر في سن مبكرة، ويصاحبه.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الجريدة
