قال الباحث السياسي جمال شلوف إن التقارب العسكري الليبي الباكستاني تحول استراتيجي وتحليله بعمق يوجب النظر إلى الاتفاق العسكري الليبي-الباكستاني ليس كحدثٍ عابر، بل كحجر زاوية في استراتيجية إعادة تموضع في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا، والتحول الجيوسياسي الهام والمفصلي.
ولخص شلوف عبر فيسبوك جوانب التحليل المعمق لهذا التقارب قائلا إن التحالف مع باكستان (وهي دولة نووية ذات ثقل إسلامي وعسكري كبير) يمنح القوات المسلحة الليبية شرعية دولية من نوع مختلف، وقدرات فنية تفتقر إليها القوى الإقليمية المحيطة.
وأضاف: لا تلتزم باكستان بصرامة بالقيود الأوروبية المفروضة على تصنيع وتصدير السلاح؛ مما يوفر للقيادة العامة رئة بديلة للتسلح، بعيداً عن ضغوط قرارات الحظر ولجان العقوبات الدولية.
وأشار إلى امتلاك باكستان ميزة لا تتوفر لأي قوة أخرى، وهي العلاقات الممتازة مع جميع الأطراف الدولية المتداخلة في الأزمة الليبية، كما أن علاقاتها الاستراتيجية والعسكرية الوثيقة جداً مع تركيا قد تحولها إلى وسيط دفاعي هام، خاصة فيما يتعلق بملف النفوذ التركي في غرب ليبيا.
وتابع: لا يُمكن هذا التقارب العسكري ليبيا من القفز التام خارج النفوذ الإقليمي والأوروبي، لكنه بالتأكيد ينجح في توسيع دائرة المناورة ؛ مما يجعل ممارسة الضغوط الإقليمية والأوروبية على ليبيا أكثر صعوبة وتكلفة.
ولفت إلى الاهتمام بالخبرة الباكستانية (لاسيما بعد نجاحاتها الجوية الأخيرة) إلى رغبة القيادة العامة في بناء سلاح جوي حديث، قادر على مواجهة التحديات الإقليمية والطائرات المسيرة المتطورة، وإجهاض طموحات الجماعات الإرهابية في العودة.
واختتم: تكتسب زيارة عاصم منير إلى بنغازي أهمية استثنائية اخرى لتزامنها مع ترتيبات زيارته المرتقبة إلى واشنطن؛ وهو تقاطع زمني يمثل مؤشراً جيوسياسياً يستوجب القراءة المتأنية.
هذا المحتوى مقدم من الساعة 24 - ليبيا
