أيوب تاسي / تيط مليل
احتضن المركز الاجتماعي الثقافي بتيط مليل، يوم السبت 20 دجنبر 2025، ندوة فكرية وعلمية متميزة، نظمتها الجمعية المغربية لتربية الشبيبة فرع تيط مليل، بشراكة مع الجمعية المغربية لتربية الشبيبة فرع العالية سيدي حجاج، وشبكة القراءة بالمغرب فرع مديونة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يخلد في 18 دجنبر من كل سنة، تحت عنوان: «اللغة العربية وتحديات العولمة».
ويأتي تنظيم هذه الندوة في سياق الاحتفاء باللغة العربية بوصفها مكونا أساسيا من مكونات الهوية الحضارية والثقافية للأمة، ووعاء للمعرفة ووسيلةً للتواصل الإنساني، وكذا في إطار الانخراط في النقاش العمومي والعلمي حول وضعية اللغة العربية في ظل التحولات العالمية المتسارعة التي تفرضها العولمة والتطور التكنولوجي والرقمي.
وافتُتحت أشغال الندوة بكلمة تأطيرية ألقاها الأستاذ محمد الحداد، مسيّر الندوة، أكد فيها على المكانة المركزية التي تحتلها اللغة العربية في بناء الهوية الفردية والجماعية، وعلى ضرورتها كجسر للتواصل بين الماضي والحاضر، وبين الأصالة والمعاصرة، داعياً إلى فتح نقاش علمي رصين ومسؤول حول التحديات التي تواجهها اللغة العربية في زمن العولمة، بعيدا عن الخطاب الانفعالي أو التبسيطي.
وشهدت الندوة تقديم مداخلات فكرية وعلمية وازنة، أطرها نخبة من الأساتذة والباحثين، تناولت اللغة العربية من زوايا متعددة، نظرية وتطبيقية، من أبرزها:
الأستاذة رشيدة رقي، التي توقفت عند موضوع اللغة العربية على الأنترنيت، مبرزةً مظاهر حضورها الرقمي، والإكراهات التي تعيق تطورها في الفضاء الافتراضي، مع الدعوة إلى تعزيز المحتوى العربي الرقمي.
الأستاذ مصطفى هاني، الذي ناقش وضعية اللغة العربية من خلال التداول في زمن العولمة، مسلطا الضوء على التحولات اللغوية التي يعرفها الاستعمال اليومي للعربية في ظل هيمنة اللغات الأجنبية.
الأستاذ المهدي الفاضل، الذي تناول محور العولمة واللغة العربية: رهانات الحفظ والتطور، مؤكدا على ضرورة الموازنة بين حماية اللغة والانفتاح على مستجدات العصر.
الأستاذ حسن لمين، الذي قدم قراءة في السرد العربي وتحديات العولمة، متوقفا عند إشكالات الهوية والتمثيل الثقافي في الإبداع السردي العربي المعاصر.
الأستاذ المهدي بورحيم، الذي أثار موضوعا راهنا حول الذكاء الاصطناعي واعتماده في كتابة مواضيع التعبير والإنشاء، منبها إلى الفرص التي يتيحها هذا التحول الرقمي، مقابل التحديات التربوية والأخلاقية المرتبطة به.
وقد عرفت الندوة حضورا نوعيا وازنا لأساتذة وباحثين وطلبة ومهتمين بقضايا اللغة العربية والفكر والثقافة، حيث أغنوا أشغالها بتدخلاتهم وأسئلتهم العميقة، ما أضفى على النقاش طابعا تفاعليا مثمرا، عكس مستوى الوعي الجماعي بأهمية اللغة العربية ومكانتها في زمن العولمة.
واختتمت أشغال الندوة بالتأكيد على ضرورة تضافر جهود المؤسسات التربوية والثقافية، والمجتمع المدني، من أجل النهوض باللغة العربية، وحمايتها، وتطوير آليات حضورها في التعليم والفضاء الرقمي، بما يمكنها من مواكبة تحولات العصر، دون التفريط في هويتها الأصيلة ورصيدها الحضاري.
هذا المحتوى مقدم من وكالة الأنباء المغربية





